بيان استنكاري للمكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بجهة الشمال

مع بوادر إصلاح للمنظومة الصحية ببلادنا، تضع من بين أهدافها الرئيسية تثمين الموارد البشرية، نرى في المقابل أن بعض المسؤولين لا يزالون متشبثين بممارسات استبدادية و سلطوية بائدة حاطة بكرامة الأطر الصحية، فها هو المندوب الإقليمي لوزارة الصحة و الحماية الاجتماعية بوزان يجسد بالملموس تلك الممارسات، حيث لا تنقضي فترة من الزمن حتى نسمع عن ضحية من ضحاياه، فبعد احتجاجات كبيرة متواترة لنقابات ضد التعسف الذي يمارسه مروراً بانتحار ممرض لم يتم اثبات مسبباته تنتهي بارسال طبيب للاستشفاء بمستشفى الأمراض العقلية و النفسية بعد تدهور خطير لحالته الصحية ، حيث لم يشفع له عمله بتفان كطبيب وحيد بالمركز الصحي لسيدي بوصبر، نفس المركز الذي عمل فيه الممرض المنتحر عام 2018 ، تعرضه لحملة شرسة من عدة أطراف يقودها المسؤول الأول بوزارة الصحة بالاقليم عن طريق التضييق عليه في عمله ، عدم إنصافه و احتقاره في مواقف عديدة كما عبر عن ذلك الطبيب حيث لم يسلم هذا الأخير من التعسف، التضييق بمنعه من أبسط حقوقه الإدارية و إهانته في كل لقاء مباشر معه ، تسببت بإصابته باكتئاب حاد لتنتهي به الحال إلى تدهور خطير استدعت استشفائه في حالة غير مستقرة ليومنا هذا، و إذ نندد بشدة أساليب القمع و الترهيب التي ينهجها المندوب الإقليمي لوزارة الصحة و الحماية الاجتماعية بوزان، ففي المقابل نستنكر سكوت المسؤولين على مستوى الجهة و الوزارة على هذه السلوكيات المرفوضة التي لن تزيد إلا من نفور من يتردد في ركوب غمار القطاع العمومي ببلادنا، و ندعوهم إلى تصحيح الوضع المتأزم بشكل عاجل بالإقليم.
لهذا، فإن المكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، يرفض بشكل قاطع إستمرار مثل هذه التصرفات التي تؤثر سلباً على الصحة النفسية للأطر الصحية و يعبر عن استعداده لخوض كل الأشكال النضالية المشروعة من أجل التصدي لمثل هذه التصرفات.
عاشت النقابة المستقلة صامدة و أبية.