فاكس رقم 2… مستعجل الى السيد العامل الكولف الملكي بسطات يحتضر…!!

في مشهد لا يليق بتاريخ مدينة كانت تُعد من الحواضر المغربية الهادئة والمستقطبة للزوار، يعيش الكولف الملكي بسطات حالة من التدهور والإهمال الشامل، بعدما كان يوماً ما معلمة رياضية وترفيهية يفخر بها السطاتيون، ووجهة لعدد من هواة رياضة الكولف من داخل وخارج الإقليم.
زيارة بسيطة إلى هذا الفضاء، تكشف حجم الخراب الذي طال كل أركانه: بناية مهجورة أشبه بالأطلال، مسبح متهالك يعود إلى عقود خلت، عشب يابس في منطقة من المفترض أنها خضراء، وكأنك وسط صحراء قاحلة… كل ذلك يحدث رغم توافر آبار جوفية ومصادر مائية محلية، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول من يتحمل مسؤولية هذا الإهمال المزمن!
لم يكن الكولف الملكي فقط فضاءً لممارسة رياضة النخبة، بل كان أيضاً متنفساً بيئياً وعائلياً، تقصده الأسر السطاتية للترفيه وقضاء أوقات ممتعة. واليوم، حتى المقهى الوحيدة التي كانت تستقبل زوار الفضاء تم إغلاقها، في صورة حزينة تعكس ما وصلت إليه المدينة من تردٍ في تدبير شؤونها العامة.
وغادر هواة الكولف هذا المكان تباعاً، متجهين إلى مدن أخرى حيث تُمارَس الرياضة في ظروف أفضل، وحيث تُحترم الفضاءات العمومية، وتحظى بالدعم والرعاية.
في ظل هذا الوضع المتدهور، توجه عدد من الفاعلين المحليين وفعاليات المجتمع المدني بنداء مستعجل إلى السيد محمد حبوها، عامل إقليم سطات، مطالبين إياه بالتدخل العاجل لإنقاذ هذه المعلمة من الانهيار الكامل، عبر زيارة ميدانية تقف على حجم التراجع، وفتح تحقيق في أسباب الإهمال الذي طال مرفقاً ملكياً يُفترض أن يحظى بالأولوية في الإصلاح والصيانة.
وفي وقت تتحدث فيه الاستراتيجيات الوطنية عن تنمية المدن المتوسطة وخلق فضاءات مستدامة، فإن سطات تسير في الاتجاه المعاكس، نحو التراجع والنسيان، في غياب واضح لإرادة سياسية حقيقية تُعيد الاعتبار لمقومات المدينة وموروثها الحضري والرياضي.
فهل يتحرك المسؤولون قبل فوات الأوان؟ أم يُضاف الكولف الملكي إلى قائمة الرموز التي تم تدميرها بالصمت والتهميش؟