الاستخدام المنتظم للإنترنت قد يجنب كبار السن خطر الخرف!
تشير دراسة جديدة إلى أن الاتصال بالإنترنت قد يكون إيجابيا بشكل عام لكبار السن، على الرغم من أن مخاطر قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات قد أثبتها العديد من الدراسات.
وقد يساهم الاستخدام المنتظم للإنترنت، وباعتدال، في تحسين صحة الدماغ بشكل عام لكبار السن.
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Journal of the American Geriatrics Society أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما ويتعاملون بانتظام مع الإنترنت، كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف.
ولوحظت أكبر فائدة ممكنة في الأشخاص الذين أبلغوا عن استخدام الإنترنت لمدة ساعتين أو أقل مقارنة بعدم استخدامها مطلقا.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة نيويورك. وقاموا بتحليل بيانات من دراسة الصحة والتقاعد، وهو مشروع ممول من الحكومة الأمريكية لتتبع رفاهية عينة تمثيلية من كبار السن من خلال استطلاعات تجرى كل عامين.
وتابع الباحثون 18154 بالغا تتراوح أعمارهم بين 50 و65 عاما على مدى ثماني سنوات. ولم يكن المشاركون مصابين بالخرف في بداية الدراسة.
وراقبت الدراسة المدة التي يقضيها كبار السن على الإنترنت بمقياس لا يزيد عن ثماني ساعات في اليوم. إلى جانب استبيان آخر يقيّم إدراك المشاركين، والذي استخدمه الباحثون كمقياس لحالة الخرف.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين كانوا يستخدمون الإنترنت في بداية الدراسة لديهم بالفعل نصف مخاطر الإصابة بالخرف مقارنة بالمشاركين الذين لم يتصفحوا الويب بانتظام على الإطلاق.
وتشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين لديهم أقل خطر للإصابة بالخرف كانوا متصلين بالإنترنت لمدة ساعتين أو أقل يوميا، مقارنةً بأولئك الذين لم يستخدموا الإنترنت على الإطلاق.
لكن الكثير من أي شيء ليس بالأمر الجيد أبدا. وفي الواقع، وجد الباحثون أن كبار السن الذين كانوا متصلين بالإنترنت لمدة ست إلى ثماني ساعات يوميا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف على الرغم من أنهم لاحظوا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
وكتب مؤلفو الدراسة: “كونك مستخدما منتظما للإنترنت لفترات أطول من الوقت في أواخر مرحلة البلوغ كان مرتبطا بتأخر الضعف الإدراكي، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأدلة على الآثار الضارة المحتملة للاستخدام المفرط”.
وتابعوا: “بينما تُظهر معظم الدراسات بين كبار السن أن استخدام الإنترنت مرتبط بصحة معرفية أفضل، فإن تأثير الاستخدام المفرط على خطر الإصابة بالخرف ما يزال غير واضح”.
وثبت أن تمرين عضلات الذاكرة عبر الإنترنت يساعد في تقوية الذاكرة لدى كبار السن.
ووجد بحث منفصل في عام 2021 نُشر في مجلة Journals of Gerontology، وأجراه باحثون من المملكة المتحدة، أن كبار السن الذين يتواصلون بشكل متكرر عبر الإنترنت، إلى جانب التفاعلات الاجتماعية شخصيا أو عبر الهاتف، كانوا أقل عرضة لفقدان الذاكرة أو القدرة على تذكر الأحداث، وهي من علامات الخرف.