أخصائي: “الترمضينة” اضطراب في السلوك والمزاج يصيب بعض المغاربة في رمضان
قال نور الدين بلحنيشي، طبيب نفسي أخصائي في الأمراض النفسية والعصبية إن مايشاع اجتماعيا بمصطلح” الترمضينة” يقصد به مجموعة من الاضطرابات السلوكية والمزاجية التي تصيب فئة واسعة من المجتمع خلال شهر رمضان خصوصا خلال الفترة الثانية من الصيام والتي تتميز بنرفزة زائدة وضرب متبادل وميل إلى العدوانية اللفظية وأحيانا الى مشاداة جسدية في حالات قليلة.
وأضاف بلحنيشي في تصريح لدوزيم، أنه تمت دراسة ظاهرة الترمضينة، من طرف مجموعة من الباحثين الاجتماعيين وأخصائيي الصحة النفسية، وأجمع الكل أن هذه الظاهرة ليست بالسائدة كما يشاع عنها بل خلال شهر رمضان تثير انتتباهنا أكثر حيث تكون جميع المهام التي يقوم بها المغاربة متقاربة جدا في الزمن مثلا التسوق في وقت واحد قبل المغرب”.
وأوضح المتحدث:”في الشق النفسي يمكن أن ألخص هذه الاضطرابات السلوكية التي تظهر خلال رمضان في أربعة عوامل مشتركة”.
أول العوامل حسب بلحنيشي أن:”الإمساك عن الطعام يخفض نسبة السكر في الدم وهذا يؤثر على الخلايا الدماغية بصفة عامة حيث تصبح الحساسية زائدة وهنا تظهر منافع رمضان وهي تدريب الخلايا الدماغية لتصبح لديها قوة التحمل والصبر وتجنب كل ما هو سلبي لأن الصيام، ليس هو الإمساك عن الطعام فقط”.
وبالتالي يضيف:” فئة قليلة لا تنجح في أن تدرب خلاياها الدماغية على الصبر والتحمل وهذا ما ينتج عنه ما يسمى ب”الترمضينة” أو الاضطرابات السلوكية”.
العامل الثاني يتعلق بالعطش وجفاف الفم واللسان ما يزيد من حساسية ردود فعل بعض الأشخاص .
أما العامل الثالث يتعلق بنظام النوم الاستيقاظ بصفة عامة، حيث يحدث تغيير في نظام النوم في رمضان لا نتحكم فيه، وبالتالي فكثرة السهر ليلا يمكن أن يسبب اضطرابات في سلوكاتنا ومزاجنا.
وبخصوص العامل الرابع والأخير يؤكد المتحدث:” يتوفر في مجموعة من الأشخاص خاصة مدمني السجائر والمخدرات بجميع أنواعها إذ تتغير عاداتهم ويحرمون من هذه المنشطات منذ طلوع الفجر إلى غروب الشمس وبالتالي خلال الأيام الأولى يكون لديهم مشكل في التأقلم مع الوضع وتكون ردود فعلهم زائدة تتمثل في الأعصاب والقلق والتوتر يصل إلى اضطرابات سلوكية ومشاداة جسدية وملاسنات”.
ويرى الأخصائي في الأمراض النفسية والعصبية أن:”هذه العوامل يمكن تدبيرها بطريقة جيدة مثلا عن طريق تقسيم شرب الماء ليلا لكي لا يشعر الشخص بالعطش خلال الصيام وتعويد النفس والجسد على مرحلة الصيام لمالها من أهمية خاصة تخليص الجسد من المواد المضرة بأنسجة الجسم”. وشدد المتحدث أيضا على ضرورة:”تنظيم الوجبات والحرص على تناول وجبة السحور.