فاس: تأجيل محاكمة متهمين في شبكة نصب عبر “واتساب”

قررت غرفة الجنح التلبسية بالمحكمة الابتدائية بفاس، أول أمس الخميس، تأجيل النظر في ملف يتابع فيه شخصان، أحدهما معتقل بالسجن المحلي، على خلفية الاشتباه في تورطهما ضمن شبكة إجرامية متخصصة في النصب والاحتيال، وذلك إلى غاية جلسة 26 يونيو المقبل.
ويأتي قرار التأجيل، الذي صدر تحت رئاسة القاضي أزمرو، قصد استدعاء ضحايا الشبكة الذين تقدموا بشكايات إلى مصالح الأمن، بعدما تكشفت خيوط هذه القضية بفضل تحريات الفرقة الاقتصادية والمالية الثانية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس.
وقالت مصادر محلية، فإن إحدى الضحايا أفادت خلال البحث التمهيدي بأنها انضمت إلى مجموعة على تطبيق “واتساب” تحمل طابعا اجتماعيا بعنوان “دردشة نسائية”، حيث استمر انخراطها فيها ما بين 20 يوما وشهر، وشاركت خلالها في مساهمات مالية تراوحت ما بين 200 و1000 درهم، تحت غطاء نظام يطلق عليه “دارت”.
وأضافت أن الحديث داخل المجموعة تطور تدريجيا إلى ذكر اسم شخص يدعى “عادل.ا”، الذي قدم نفسه كصاحب شركة استثمارية في المجال العقاري، موهما باقي العضوات بإمكانية تحقيق أرباح تتراوح بين 20 و40 في المائة من المبالغ المساهمة، وقالت الضحية إنها حولت مبلغ 90 ألف درهم إلى حساب المتهمة الثانية في الملف، المعروفة باسم “مريم.ل.ا”، مقابل وعود بتحقيق أرباح، لكنها لم تتلق أي عائد، بل جوبهت بالمماطلة والتهرب من قبل المتهم الرئيسي.
وأوضحت الضحية أن المتهم اقترح عليها لاحقا الاشتراك في عروض أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجني أرباح إضافية، لكنها رفضت ذلك، مطالبة باسترداد حقوقها المالية، دون جدوى.
وتوصلت مصالح الأمن بشكايات من سيدتين، “مريم” و”نادية”، أكدتا في محاضر رسمية تعرضهما للنصب عبر شبكة منظمة تنشط على تطبيقات التواصل، بعد أن سلمتا مبالغ مالية بلغت 90 ألف درهم و10 آلاف درهم على التوالي، مقابل وعود بأرباح كاذبة. واتهمت الضحيتان كلا من “عادل.ب”، الذي كان يستخدم الاسم المستعار “عادل اليوسفي”، و”مريم.ل.ا”، وطلبتا متابعتهما قضائيا، وقد سلمتا للمحققين قرصين مدمجين يحتويان على تسجيلات صوتية لمحادثات تمت عبر تطبيق “واتساب”، تم تفريغها واعتمادها ضمن ملف المتابعة.
ويترقب الضحايا والمتتبعون أن تكشف الجلسات المقبلة مزيدا من التفاصيل حول نشاط هذه الشبكة، التي استغلت الثقة في مجموعات الدردشة الإلكترونية لتنفيذ عمليات نصب ممنهجة.