ترامب……غلطة التاجر…..

لننطلق من سؤال عادي….ماذا لو ترامب أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل الى ولايته الثانية…
ليس معناه هنا أن اللوبي اليهودي هو المحدد للجالس في البيت الابيض….ولا يجب قط أن ننظر الى كلمة اللوبي اليهودي بمعناها المبتدل والغبي والساذج كما هو موجود عندنا في المغرب والعالم العربي…
لكن الأكيد أن ترامب لم يطعن من الشارع الامريكي…لأن الاصوات التي حصل عليها،لم يسبقه قط في تاريخ أمريكا اي رئيس جالس في البيت الابيض….نحن أمام 71 مليون مواطن راهنت مرة أخرى على ترامب….لكن الدعم لم يكتمل سواء من الحزب الجمهوري وكذلك من اللوبي اليهودي القوي بنفوذه …
طوال الحملة الانتخابية كما عشناها هنا عن قرب…كان ترامب لوحده في منازلة حزب بكامله…لم يكن الحزب الجمهوري في مواجهة الحزب الديمقراطي….بل ترامب في مواجهة آلة الحزب الديمقراطي …..
الإنجازات الاقتصادية التي حققها ترامب في ظرف ثلاث سنوات يصعب القفز عليها….بل غريبة حتى في تصديقها…مثلا أكبر نسبة لتشغيل اليد العاملة للسود في تاريخ أمريكا هي في حقبة دونالد ترامب….وليس أوباما..فترامب وفر 7 ملايين منصب شغل في ظرف ثلاتة سنوات….مع ازدهار في البورصة واستقلال في الطاقة….وبناء حوالي 12 الف مصنع…..
لنتفق أن المواطن الامريكي مايهمه من الرئيس هي استجابته لمطالب حياته اليومية….المواطن الامريكي لا تهمه حدود سوريا و لا نقاشات الصخيرات لايجاد مخرج لمشكل ليبيا….العالم الخارجي بقضاياه هو مرهون لنخبة واللوبيات المتحكمة في مفاصل العالم…..
الامريكي ليس أيديولوجيًا،بالمعنى المتعارف عليه في العالم العربي…..ليس رأسمالياً ولا يساريًا …..هو مؤمن بالحريات ويطالب بها…..حريات التي تجعله ليس فقط مواطنًا قويًا …ولكن زبونًا قادرًا على إدراك كل مشترياته بسلاسة لا تتعب ميزانيته الخاصة….
سقوط ترامب لانه وضع كل سلعته في الرفوف منذ البدء….لان العلاقات الحزبية والدولية لا تريد تاجرًا….لكن تحب الفهلوي……مرة قال إدريس البصري،أن أوروبا تعيب عليه أنه”ماكيعرفش يبيع سلعته”…..وهذا مايجعل ترامب ينهزم بطعم الفائز.