اليوم الوطني للتعاون المدرسي… مدرسة تنبض بالحياة: تجربة مجموعة مدارس أولاد فريحة 1 – فرعية الدبانشة”
احتفلت مجموعة مدارس أولاد فريحة 1 – فرعية الدبانشة، صباح يوم الاحتفال الوطني بالتعاون المدرسي، بيوم تربوي مفعم بروح العمل الجماعي والقيم المواطِنة، من خلال برنامج غني ومتنوع جسّد الفلسفة الحقيقية للتعاون داخل المدرسة ودوره في تكوين شخصية المتعلم.
وانطلقت الأنشطة في الفترة الصباحية بحملة واسعة لتنظيف فضاءات المؤسسة وأقسامها، شارك فيها التلاميذ والأطر التربوية، في مبادرة تهدف إلى غرس حس المسؤولية لدى المتعلمين وترسيخ قيمة المحافظة على الفضاء المدرسي بوصفه ملكاً مشترَكاً للجميع.
وقد بدا التلاميذ متحمسين للمساهمة في تنظيف حجراتهم وساحتهم، معتبرين ذلك جزءاً من حبهم لمدرستهم وانتمائهم إليها.
وتزامناً مع ذلك، نُظمت عملية غرس شجيرات وأزهار بحديقة المؤسسة، حيث تحولت الساحة بشكل تدريجي إلى فضاء أخضر مفعم بالحياة، وقد ترك هذا النشاط أثراً كبيراً في نفوس التلاميذ، لأنه جعلهم يلمسون بشكل مباشر معنى العناية بالبيئة وأهمية التشجير في حماية المحيط، في درس عملي يتجاوز حدود الكتب ليصل إلى السلوك اليومي.
كما احتضنت الأقسام مجموعة من الورشات التربوية التي شملت:
ورشة الرسم والتلوين،
ورشة الأشغال اليدوية،
ورشة حول الانتخابات،
ورشة التحسيس بقيم المواطنة والتعاون والعمل المشترك.
وقد ساعدت هذه الورشات على إبراز مواهب التلاميذ، وتطوير قدراتهم التواصلية، وتحفيزهم على العمل ضمن مجموعات، مما يعزز لديهم روح المبادرة وحس الإبداع.
إلى جانب ذلك، شهدت الفترة الصباحية تنظيم نشاط تطبيقي لانتخاب أعضاء التعاونية المدرسية، وهو من أهم محطات هذا اليوم. وقد أُطر هذا النشاط وفق خطوات واضحة تحاكي العملية الانتخابية: التعريف بالتعاونية وأدوارها، تقديم الترشيحات، عملية التصويت، ثم فرز النتائج. هذه التجربة ساهمت في تعريف التلاميذ بأساسيات الديمقراطية المدرسية، ومنحتهم فرصة لتجريب معنى الاختيار والمسؤولية.
وفي تصريح للسيد عبد الكبير المسعودي، مدير المؤسسة، أكد أن هذا اليوم: “يُجسد رؤية المدرسة المغربية التي تراهن على التربية بالقيم وبالعمل الجماعي، نحن نؤمن بأن التلميذ عندما يُمنح فرصة المشاركة، يصبح أكثر مسؤولية وأكثر ارتباطاً بمدرسته.”
من جهتها قالت الأستاذة أسماء إسماعيلي إن هذه الأنشطة “ساهمت في تحويل التلميذ من متلقٍ سلبي إلى فاعل مشارك، فالتعاون المدرسي ليس شعاراً، بل ممارسة يومية تبدأ من أنشطة بسيطة كتنظيف القسم وغرس شجيرة، وتنتهي ببناء وعي مسؤول.”
أما الأستاذة سعدية حيجري فأبرزت أن “الورشات الميدانية تُعلّم التلاميذ الانضباط، العمل المشترك، واحترام الآخر. وقد لمسنا في هذا اليوم حماساً كبيراً لدى المتعلمين واستعداداً للتعاون، مما يؤكد أهمية مثل هذه المبادرات.”
وبانتهاء الفترة الصباحية، كانت المؤسسة قد ارتسمت على ملامحها دينامية جديدة تعكس حيوية المتعلمين، وتفاعلهم الإيجابي مع أنشطة التعاون المدرسي، ليظل هذا اليوم محطة تربوية مميزة تعيد للمدرسة دورها الطبيعي: فضاءً للتربية على القيم والمسؤولية، ومختبراً لبناء مواطن الغد.


