ليلَة الانقلاب الصامت: استقلاليو سطات يطوون صفحة القاسيمي

ليلَة الانقلاب الصامت: استقلاليو سطات يطوون صفحة القاسيمي

سطات : بوشعيب نجار 

عاشت مدينة سطات ليلة سياسية استثنائية مساء السبت 26 ابريل، حيث أعادت ترتيب أوراق حزب الاستقلال بالإقليم، ووضعت حداً لسنوات من الجمود والاحتقان الداخلي. المؤتمر الإقليمي المنظم تحت إشراف اللجنة التنفيذية للحزب بحضور القياديين أحمد الفيلالي وعثمان الطرمونية، لم يكن مجرد لقاء روتيني، بل تحول إلى محاكمة علنية لأداء البرلماني القاسمي، الذي وُصف بـ”الغائب الأكبر” عن هموم الإقليم وانتظارات الساكنة.

منذ انطلاق أشغال المؤتمر، أطلق رؤساء وأعضاء الجماعات الاستقلالية وابلاً من الانتقادات اللاذعة تجاه البرلماني، متهمين إياه بتسويق وعود كاذبة واستغلال موقعه البرلماني دون أي مردودية تذكر على أرض الواقع. واقع الإقليم، كما وصفه المتدخلون، بات أشبه برقصات ديك مذبوح، يعيش على أطلال الوعود المنهارة ومشاريع التنمية المؤجلة.

سقوط القاسمي لم يكن وليد اللحظة. فالرجل الذي تقلد منصب رئيس جماعة أولاد فارس الحلة، قبل أن يخسره لصالح حزب العدالة والتنمية بقيادة العربي الشريعي، لم يستطع استعادة ثقة قواعد الحزب، رغم محاولات الترميم التي قادتها لاحقاً مصالحة أبناء المنطقة والهجرة الجماعية نحو حزب الاستقلال.

غير أن أزمة الحزب اليوم في إقليم سطات كما عبر عنها المناضلون بوضوح، تجاوزت الأشخاص لتصل إلى أزمة ثقة أعمق. فقد طالب العديد من المتدخلين اللجنة التنفيذية باعتماد معايير جديدة لاختيار المرشحين، تقوم على الكفاءة العلمية، والقدرة على التواصل الحقيقي مع المواطنين، بدل منطق الولاءات الضيقة والصفقات السياسية الباهتة.

الاستقلاليون اليوم أمام خيارين: إما مواصلة النزيف والتآكل الداخلي، أو مصارحة الذات، وإعادة بناء الحزب محلياً على أسس نزيهة ومتينة. فالساكنة، التي ملّت الوعود، تحتاج لمن يصغي لهمومها، لا لمن يعتلي المنابر ويغيب عن مواقع الفعل والتأثير.

يبقى السؤال: هل يتعلم حزب الاستقلال بسطات من ليلة سقوط البرلماني القاسمي، ويستعيد ريادته، أم أن مشهد “الديك المذبوح” سيتحول إلى مصير محتوم لحزب عريق؟

ليلَة الانقلاب الصامت: استقلاليو سطات يطوون صفحة القاسيمي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *