عبد الجليل التهامي الوزاني وعلاقته المتينة بالراحل محسن أخريف

عبد الجليل التهامي الوزاني وعلاقته المتينة بالراحل محسن أخريف
مجلة 24: متابعة محمد العربي اطريبش

نقلا عن الحوار الذي دار بين الروائي الأستاذ عبد الجليل التهامي الوزاني وجريدة لاكرونيك يومه السبت 12 دجنبر 2020 حيث أعده الروائي يوسف شبعة الحضري عن العلاقة المتينة التي كانت تجمع بين سي عبد الجليل و المرحوم محسن أخريف وما كان طبعها من صداقة أخوية و أدبية، و لتقريبكم من الصورة أكثر إليكم الحوار التالي:

س ـ اسمح لي سي عبد الجليل أن أعود بك إلى مأساة وفاة صديقنا محسن أخريف، وبما أن الراحل كانت تجمعك به صداقة أدبية وأخوية حدثنا عن محسن أخريف الشاعر وقبل ذلك الإنسان وحجم الفراغ الذي تركه في المشهد الأدبي بتطوان على وجه الخصوص؟

ج – الحديث عن المرحوم محسن أخريف ذو شجون، ما نسيته وما كنت لأنسى كيف خطفته منا يد المنون وبتلك الطريقة الموغلة في البشاعة الممعنة في الألم والحسرة.
محسن أخريف كان الصديق والرفيق والأخ الذي لم تلده أمي، ودون مبالغة أقول إن وفاته تشكل لي لحظة فارقة في حياتي، ولا أظن أنني أستطيع تجاوزها بسهولة.

قلما يتحقق إجماع حول صفات فقيد ما كما تحققت بالنسبة لمحسن فالرجل كان يتمتع بأخلاق راقية وإنسانية عميقة وقلب كبير، رحمة الله عليه متسامحا حليما في مواقفه، ولعل جنازته وما صاحبها من حضور كثيف وقوي دليل قاطع على مكانة الرجل في قلوب الجميع، فكان لفقده أثار عميق على الكل.

كان محسن أخريف شاعرا بمميزات مختلفة، رقيقا هادئا، تتسرب قصائده إلى الوجدان بسلاسة وعذوبة في الوقت الذي تقطر فيه حزنا وشجنا، كان شاعرا ساردا، وساردا شاعرا، يمتزج فيه الشاعر بالقاص والروائي، ينتقل بك في سرده إلى عالم الشعرية بدون أن تحس، ويعود بك في قصائده إلى الحكي الجميل بعبارات وصور شعرية تضج بالموسيقى دون أن يلتزم التفعيلة أو الوزن.

مما لا شك فيه ترك محسن أخريف فراغا فظيعا في الوسط الثقافي بتطوان كفاعل جمعوي من الطراز الرفيع، فالرجل كان يتمتع بقدرة خارقة في القيادة والتنظيم والرؤية العميقة للأشياء والناس، وجوده على رأس مكتب فرع اتحاد المغرب بتطوان أعطى للمدينة دفعة قوية خاصة في فعاليات عيد الكتاب السنوية، كان الرجل واسع الصدر منفتحا على الجميع، في عهده أعيد الاعتبار للمهمشين والمقصيين في هذه المناسبة وغيرها، كما عمل من خلال «رابطة أدباء الشمال» التي أسسناها معا على ملء الفراغ الذي تركه الفرع بعد التصدع الذي عرف اتحاد كتاب المغرب مركزيا.

بالمناسبة ومن هذا المنبر أناشد مرة أخرى الجهات المسؤولة بوزارة الثقافة والجماعة المحلية بتطوان أن تكرم روح الرجل بإطلاق اسمه بإحدى المعالم الثقافية أو الحضرية بالمدينة، فالمرحوم يستحق منا هذه الالتفاتة كأقل شيء.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *