هل أصبحت مدينة سطات مركزاً لتجميع المختلين عقلياً

في مشهد يثير الكثير من الاستفهامات، تصل دفعات جديدة من المختلين عقلياً إلى إقليم سطات، وسط غياب أي بوادر لحلول حقيقية لمعالجة الظاهرة التي باتت تؤرق السكان. فهل يتعلق الأمر بإستراتيجية منظمة لإيجاد “حلول سريعة”، أم أن الإقليم تحول إلى نقطة إيواء للمختلين بلا أي تدبير واضح؟
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: لماذا يتم إرسال هؤلاء المرضى العقليين إلى سطات دون توفير بنية تحتية صحية متكاملة لهم؟ هل هناك تصور شامل لإنشاء مستشفيات متخصصة للعلاج النفسي، أم أن الأمر لا يتجاوز مجرد توزيع الأشخاص دون مراعاة طبيعة المنطقة وظروفها؟
في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة لتنمية اقتصادية واجتماعية، يبدو أن الأولوية أصبحت منحرفة نحو استقبال المختلين دون أي حلول جذرية، وكأن دعم الإقليم أصبح مرادفاً لهذا النوع من “المبادرات”. وهو ما يفتح الباب أمام انتقادات لاذعة حول التخطيط العمومي للصحة النفسية، ومدى جديته في التعامل مع هذه الظاهرة بطريقة تحفظ كرامة المرضى وتراعي راحة السكان.
السكان اليوم لا يطالبون فقط بتحسين الوضع، بل يسألون بصوت عالٍ: هل نحن أمام سياسة منظمة أم مجرد فوضى في تدبير ملفات الصحة النفسية؟ وهل الحل يكمن فقط في إرسال دفعات جديدة دون أي إجراء ملموس لتطويق الظاهرة والحد من تداعياتها؟!