“نية الأعمى فعكازو”

“نية الأعمى فعكازو”
محمد ياوحي

رأس الوقيدة، و في محاولة بليدة لتضليل المغاربة، كما ألف ذلك لخوانجية، انتهج خطة “فارس القش”، و هي خطة تعتمد على تضليل المتلقي بالدفاع عن شيء أو فكرة ليست مطروحة للنقاش أصلا، بخطاب يبدو منطقيا و معقولا.
فالمغاربة لم يحتجوا على تعويضات البرلمانيين، و لكن على تقاعد مهمة تنتهي في زمن محدود، و تدر تقاعدا غير محدود في الزمان، و علما أن التقاعد يقتطع من أجرة “العامل”، فمن الطبيعي أن تنضب موارد هذا التقاعد، ما دامت مدة الحصول على التعويضات تفوق بكثير مدة الإنتداب البرلماني، الذي هو عمل تطوعي نضالي و ليس مهنة أو عملا، و يستحق تعويضات و ليس أجرا و تقاعدا. ….
فشهدنا حالات برلمانيين لم تتجاوز مدة انتدابهم السنة أو السنتين، يتحصلون على تقاعد مدى الحياة؟ !؟!؟!؟ و منهم من في العشرينات أو الثلاثينات! !!!
السي رأس الزالاميت، و لا تعييب في خلق الله، إلا في من طغى و تعدى حدود الله و شرعه، و أراد أن يأكل أموال الناس بالباطل، من يتامى و فقراء و مساكين و طلبة معطلين و أرامل و معاقين، و عجزة و باحثين عن الشغل و لقمة العيش و مشردين و مرضى،….. و الذين هم أولى بصناديق الدولة و مساهمات المجتمع من أجل إعادة توزيع عادل للدخل.
السيد الرئيس “الفهلوي”، و التي تعني النصاب أو البلطجي أو “القوالبي” بلغة الديبخشي، المصطلح الذي استقر في المعاجم الزنقوية العامية بفضل تبنيه من ثاني رجل في هرم الدولة ثم من أحد غلمانه من حرافيش المستنقعات الضحلة الظلامية،
“الفهلوي” البليد، سقط في شر نيته الخبيثة، و هي إجهاض تصفية صناديق (تقاعد) حرام، بعد سخط شعبي عارم، و في ظل أزمة تهدد أركان الدولة الإقتصادية و الإجتماعية، عن طريق إثارة قضية لم تكن مطروحة أصلا، و هي قضية تعويضات البرلمانيين التي نجدها منطقية و معقولة، فقط يجب ربطها بمردودية البرلمانيين و حضورهم و مدى بعدهم عن العاصمة، وأن لا تكون جزافية أو مبالغ فيها كما هو عليه الأمر الآن.
“نية الأعمى في عكازو” كما يقول المغاربة. و رأس الوقيدة أشعل “العافية” في رأسه حين حكه بقضية أصبحت تشكل للمغاربة مصدر تذمر و هستيريا شعبية، بعد كفرهم بالأحزاب السياسية و (مناضليها) الذين عروا عن أنيابهم ينهبون كل ما أتيح لهم في البر و البحر و الغابات و جوف الأرض و صفقات الإدارات و تحولوا إلى تجار أزمة، يتضامنون في التآمر على عيش المغاربة و صحتهم و تقاعدهم و مسكنهم و تعليم أبنائهم و خبزهم اليومي و قروضهم المنفوخة بأسعار فائدة خيالية و بفواتير ماء و كهرباء حارقة. …..
أثناء كل هذا الغبن و هذا الإحساس بالضياع، و دخول الوطن في “كآبة جماعية “، تزيد ثروات السياسيين بالملايين و الملايير، ينبري دونكيشوط الخوانجية بسيفه الخشبي، ليحارب شعب “الديبشخي” الشرير الحسود الكافر، و وعدهم “فارس القش” بأنه “غادي ينوض ليهم نوضة وحدة “، و هو و آلاف الأصوات، التي حصل عليها و جندها في كتائب جند الله، بعد أن ضمن ولائها بفضل الإتاوات و الخدمات المقدمة من “حبة و بارود من دار القايد ” التي أتاحها دستور الإنقلاب على الدولة من طرف سلاكيط الإخوان. …..
سقطة “فارس القش” سرعت ب (الجعرة الكبرى) لشعب وصل صبره إلى الحضيض، و ربما تكون قشة فارس القش الأخيرة هي آخر ما يمكن أن يتحمله ظهر اشعيبة الذي ربما لن يستطيع النهوض مجددا، أو أنه سينتفض في جميع الإتجاهات في هياج الثور المطعون طعنات غادرة.
بدل أن يحول رأس الوقيدة النظر عن قضية أصبحت في حكم الماضي، بشطحته التضليلية، فقد سرع من إقفال هذا الملف و حسمه، فلا أحد من السياسيين سيجرؤ بعد اليوم على الخوض في هذا الديبشخي بعد السلخة التي تعرض لها الحربائي ، و التي أعتقد أنها ستنتهي مساره في سياسة الريع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *