نساء اليوم
إن مانعيشه في هذا العصر بالذات من أوضاع الحياة الزوجية لشيء يدمي له القلب، فالعلاقة بين الزوجين أصبحت في مهب الريح ونسب الطلاق التي وصلنا لها ارتفعت بشكل مخيف، لم تعد تلك المرأة القديمة التي كانت تحافظ على أبنائها وزوجها فتقدم الغالي والنفيس من أجل استقرار أسرتها وبيتها، تلك المرأة صانعة الأجيال، وأم البنات المطيعات، معتمدة على نفسها، دون خادمة، قدوة لمن حولها، تغرس القيم من ديننا، تراها ناصحة ومرشدة تحمل الهدوء والسكينة والوئام، تحترم أبو أولادها، تناديه بسيد البيت ونوره، تنتظر رجوعه بلهفة، تحضر من يديها مالذ وطاب من الأكل، وتتزين وتتعطر له حين عودته للمنزل، له مكانة كبيرة في قلبها، تدمع عيناها لفراقه، تحفظ سره وتستر عيبه وتسند ظهره بالحب وليس المال.
يالها من صور جميلة ترسخت في عقولنا ونحن نترعرع بين أيدي أمهاتنا، فأين هم نساء هذا الزمان مما سبق؟ نساء أصبحن في مقارنة مع الرجال، وأبسط شيء عندهم كلمة الطلاق، وإذا رفض الطلاق فهناك الخلع الذي أصبح في جلستين ينهي الميثاق المقدس الذي يجمع الزوجين. ماذا أصاب بنات هذا الزمان؟ وكيف أصبحن على هذا الحال؟ هل بسبب اقتراب المرأة من الوصول إلى حدود الإكتفاء الذاتي؟ أو لما تجده من اهتمام وعناية سواء على المستوى الرسمي من القطاع العام، أو من القطاع الخيري غير الربحي، في جعلها أكثر استقلالية على المستوى المادي، مما أسهم في زيادة قدرتها على اتخاذ قرار الانفصال أو المطالبة به دون خشية من تبعات الانفصال التقليدية؟
لقد خرج علينا أشباه النساء بشعارات مدمرة لقيم العلاقات الزوجية، وأصبحت فئة كبيرة من الفتيات السعوديات يستغلن تلك المساحة التي وفرها لهن النظام الجديد فارتفعت حالات الطلاق وتحديدا منذ عام 2011 حيث كانت في ذلك العام 34 ألف حالة ثم ارتفعت خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة وصلت إلى %60، وإليكم فيما يلي هذه الأرقام:
✓ إجمالي الحالات في عام 2020 بلغ 222 ألفا و36 حالة طلاق، مقابل 237 ألفا و748 حالة في عام 2019.
✓ 7065 عدد حالات الخلع بنسبة %87,4 إجمالي أحكام الطلاق النهائي.
✓ نقلا عن مؤسسة استشارية وقعت 251 ألف حالة طلاق بين يناير ومايو 2021، بزيادة قدرها %44 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.
✓ في عام 2022 كانت الزيادة في نسبة الطلاق عن الأعوام الماضية %12 في نفس الفترة وهذا مؤشر على استمرار ارتفاع نسب الطلاق خلال السنوات القادمة كما تشير الإحصائيات.
لدينا سبعة حالات طلاق في الساعة بالسعودية، أليس ذلك مؤشر خطير لتفكك الأسر. أليس هذا سببا من أسباب عزوف الشباب عن الزواج بسبب عدم قناعتهم بالفتاة المثالية التي تقبل بدون وضع شروط تعجيزية لا يستطيع الشباب الحالي توفيرها.
فأين أنتم يا أولياء الأمور لتقفوا وقفة حاسمة لهذا الدمار الشامل في المجتمع السعودي.