مبادرات التضامن ونقاط الضوء في ظل الأزمات

مبادرات التضامن ونقاط الضوء في ظل الأزمات
بقلم : بوشعيب نجار

لا شك أن الأزمات والكوارث تكشف العديد من الجوانب في المجتمع، وتبرز الصفات الإنسانية النبيلة في بعض الأحيان، وتكشف أيضًا عن الجوانب السلبية في الآخرين. وفي ظل الأزمة الأخيرة التي ضربت منطقة الزلزال بإقليم الحوز ونواحيه ، شهدنا بعض المظاهر التي تستحق الاهتمام والتأمل.

في البداية، يجدر بنا أن نذكر أن شركة مرجان حققت أعلى معدل للمبيعات في اليومين الماضيين، وعلى الرغم من ذلك، لم يقوموا بتخفيض أسعار المواد الغذائية، هذا الأمر يثير العديد من التساؤلات حول سياسة التسعير وتوجهات الشركة في مثل هذه الظروف، فعلى الرغم من أن تحقيق أرباح عالية هو هدف لأي شركة، إلا أن تقديم بعض التخفيضات أو الخصومات في أسعار المواد الغذائية في ظل الأزمة يمكن أن يعزز من مساهمة الشركة في دعم المناطق المتضرر.

بالمثل، لاحظنا أيضًا أن أكبر حملة تنقل بالشاحنات والسيارات إلى منطقة الزلزال لم يقابلها تخفيض في أسعار الوقود، حيث يعتبر الوقود عنصرًا حيويًا في عمليات النقل والتوزيع، ومن المتوقع أن تكون الحملات التضامنية والمساعدات الإنسانية مرتبطة بتخفيض أسعار الوقود، فتجاوب الشركات المحلية مع الأزمات يعتبر إشارة قوية عن العطاء والتعاون، ولكن من الضروري أن ترافق هذه الحملات بتخفيضات في أسعار الوقود لتعزيز الجهود الإنسانية.

وبالنسبة للشركة الوطنية للطرق السيار بالمغرب، فقد لوحظ أنها لم تعفي سائقي الشاحنات والسيارات المتجهة صوب المنطقة المنكوبة من دفع تكاليف التذاكر أو تخفيضها، في مثل هذه الأوقات الحرجة، ينتظر المجتمع دعمًا متكاملاً من الشركات والجهات المعنية لتسهيل وصول المساعدات والتخفيف من أعباء النقل على الأفراد الذين يقدمون المساعدة،يجب أن تكون روح التضامن والعطاء هي السمة الأساسية التي تحكم استجابة الشركات والمؤسسات في مثل هذه الظروف الصعبة.

مع ذلك، يجب أن نركز أيضًا على الجوانب الإيجابية ونقاط الضوء التي ظهرت في هذه الأزمة، فقد شهدنا مشاهد التضامن والتآزر الشعبي التي تعكس روح البذل والعطاء لدى الناس، ففي العديد من الحالات، قام الأفراد والجمعيات المدنية بالتطوع لتقديم المساعدة والدعم للمتضررين، قدموا الغذاء والماء والإسعافات الأولية والدعم العاطفي للمتضررين، وهذا يعكس روح التكاتف والتعاون بين  المغاربة من شمال المملكة الى جنوبها  ومن شرقها الى غربها .

لذا، يجب أن نركز على هذه الجوانب الإيجابية ونعززها. ينبغي على الشركات والمؤسسات أن تتبنى مبادرات التضامن والمساهمة في مثل هذه الأزمات، و تكون شركات مواطنة بامتياز خاصة في هذه الظرفية بالذات، سواءً عن طريق تقديم تخفيضات في الأسعار أو دعم الجهود الإنسانية بطرق أخرى، إذ يجب أن تكون هذه المبادرات مستدامة ومنسقة مع الجهود الحكومية والمجتمعية الأخرى.

في النهاية، يبقى التضامن والتآزر الشعبي هو النقطة الساطعة والشمعة الضوء التي يجب علينا الاحتفاظ بها، على الرغم من التحديات والجوانب السلبية في تلك الأزمات، إلا أن رؤية الناس يتكاتفون ويقدمون المساعدة هي ما يجعلنا نثق بقوة في الروح الإنسانية ونحافظ على الأمل في غدٍ أفضل.

كما يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا مهمًا في تسليط الضوء على هذه القصص الملهمة للتضامن والتعاون، وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات والمجتمع، حيث يجب تغطية تلك القصص بشكل واسع لتلهم الآخرين وتحفِّزهم على المشاركة في العمل الإنساني.
في الاخير المغاربة رجال كيوقفو مع بعضهم في وقت الشدة.

One thought on “مبادرات التضامن ونقاط الضوء في ظل الأزمات

  1. أصبتم سويداء القلب ومربط الفرس الاستاذ والصحفي الشامخ بوشعيب…قول فصل جمع ومنع ونفع أدام الله بهاءكم استاذنا الجليل

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *