ليلة الهروب الكبير

ليلة الهروب الكبير
بقلم:خالد التايب

“طلع تأكل الكرموس انزل شكون قالها لك”
مثال ينطبق على ما تقوم به الحكومة المغربية، أو من يسيرون شؤوننا إذا لم تكن الحكومة من تفعل ذلك.
قبل أسابيع، الحكومة تدعوا المغاربة لتشجيع السياحة الداخلية، نظرا لإغلاق البلاد في وجه السياح الأجانب، رغبة منها لإنعاش مداخيل الوحدات الفندقية، بعد فترة من الركود الذي شهدته البلاد، ما تسبب في إفلاس العديد من المؤسسات الفندقية وتشريد العمال وضياع أسرهم.

لنقل أنه قرار فيه بعض من الموضوعية ويراعي مصلحة المستثمرين، والمصلحة العامة، وسيساهم في دعم السياحة، وتحقيق الرواج الاقتصادي.

القرار الثاني، هو تأكيد الحكومة أن عيد الأضحى، لهذه السنة لن يتم إلغاؤه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المغاربة، وذلك دعما للفلاح المغربي، الذي تكبد عناء تربية القطيع وإعداده لعيد الأضحى، إضافة إلى خسارته جراء الجفاف الذي شهدته البلاد هذه السنة.

الحكومة بهذا القرار ساهمت في دعم الفلاح المغربي، وفي نفس الوقت حفظت ماء وجه وزير الفلاحة، الذي كان عليه اتخاذ قرار بديل في حالة إلغاء عيد الأضحى، وهو تقديم الدعم المباشر للفلاحين، لمساعدتهم على تجاوز الأزمة.

الساعة تشير إلى السادسة:
الحكومة تتخذ قرار بإغلاق اغلب المدن الكبرى في وجه ساكنتها والوافدين، بعد منتصف الليل، قرار اتخذ في آخر لحظة ودون تفكير أو إعداد للمواطنين، ودون إعطائهم مهلة للتنقل سواء للعودة إلى ديارهم أو للسفر إلى أهلهم قبل يوم العيد، ونحن نعرف مدى قدسية هذا العيد بالنسبة للعديد من المغاربة، الذين يزورون أهلهم مرة في السنة.

دقت ساعة الصفر
كل المغاربة جمعوا حقائبهم، في محاولة للعودة إلى ديارهم، وقطع العطلة التي دعاهم لها رئيس الحكومة، حجوزات فندقية ضاعت على أصاحبها، محطات طرقية ممتلئة عن آخرها، طرقات مكتضة بالمسافرين الهاربين من جحيم مرتقب، كي لا يصبحوا عالقين في وطنهم، ويعيشوا غربة داخل بلادهم، وكلهم يعلمون ما عاناه المغاربة العالقين خارج الحدود، أضاحي وأكباش فارقت أصحابها، حيث الأضحية بخريبكة وصاحبها بالرباط والعيد بأبي الجعد.

هذه العبتية في اتخاذ القرار تسببت في حالة من الذعر لدى المواطنين، أزمات نفسية وصراعات عائلية تسبب فيها القرار، عصابات استغلت هلع المسافرين وسرقت أموالهم ورمتهم في الطريق تحت غطاء النقل السري، حوادث بالجملة في الطرقات، ننتظر من الحكومة أن تعطينا حصيلتها بدل حصيلة إصابات كورونا.

السيد رئيس الحكومة
السيد وزير الداخلية
السيد وزير الصحة
رجاء إرحلوا عنا بقراراتكم الارتجالية، التي لا تزيدنا إلا انتكاسات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *