علمتني الحياة
آمنت حتى النخاع. أن من أجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد.
في هذا الاجتهاد اعترضتني أقلام بعض السفهاء الذين لا تتسع قلوبهم للنقاش الديمقراطي ولا يمتلكون فكرا ولا يعبرون عن قناعات سياسية ، يتسللون كالذباب لحائطي ويتركون كلاما وسخا، يحرجني أمام رفاقي وأصدقائي وإخواني. يأتيني الحرج من أنني لا أتورع معهم باستخدام اللغة التي يتواصلون بها ويدركونها.
إنهم قلة. لكنهم يوجدون بيننا وينفتون سم الأغاني الذي لا يقتل بل يشعل حمى عابرة في الجسد.
علمتني الحياة أن مواجهتهم بالصمت يمنحهم القدرة على الاستمرار في قذارتهم التي تزداد مع مر الأيام روائح كريهة.
فمعذرة إلى الجميع لأني لست مسؤولا عن هذا القبح الاجتماعي.
إن أصوله الاجتماعية تجد جذورها الطبيعية في الحقد الأعمى والتربية داخل المجموعات المغلقة التي حرمت من نعمة التفاعلات الاجتماعية التي تعلمنا على الدوام، أن القليل الذي نعرفه قد يكون في بعض الأحيان جديرا بالنسيان.
لم أجد في حياتي أبدا،مركب نقص لمراجعة مواقفي دون التضحية بمبادئي التي تعلمتها من القيم الايجابية للحياة.
كنت ولا زلت مؤمنا بمناصرة كل أشكال التحرر التي تعود بنا إلى التصدي لكل أساليب استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وعاشقا لكل النصوص التي تذهب إلى ترسيخ هذه النزعة الكونية:
كانت نصوصا دينية من مختلف الشرائع السماوية أو كانت فلسفات من إنتاج البشر في كل الحضارات الإنسانية أو كانت أشعارا وحكايات أو سلوكات فاضلة لبني البشر.
وعلمتني الحياة أن هذه الخيارات تظل أبد الآبدين البدأ والمنتهى لحياة البشر.