صوت القلم الحر في وجه الجعجعة الفارغة

في طريق البحث عن الحقيقة والدفاع عن حقوق الطبقات المسحوقة، لا مفر من أن يتصاعد نباح أولئك الذين يقتاتون من موائد أصحاب النفوذ. إنك عندما ترفع مشعل الحرية، وتلبس جلباب الزعامة، وتنادي بإصلاحات تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، تنهض الأبواق المدجنة، المدفوعة بأجندات خفية في محاولة يائسة لكسر العزيمة لكن هيهات.
ما نعيشه اليوم من ضربات تحت الحزام، من تشهير وابتزاز ليست سوى زوابع في فنجان وجعجعة لا طحين وراءها. هؤلاء الذين جندوا أنفسهم لخدمة مصالح ضيقة، يتوهمون أن أساليبهم الرخيصة قادرة على إسكات صوت القلم الحر. لكننا نقولها بصوت عالٍ، كما قالها الأحرار في كل زمان ومكان لن نخضع .
نحن أبناء هذا الوطن، أبناء الأرض الطيبة التي زرعها أجدادنا بعرقهم، وارتوت بدماء المقاومين الأحرار الذين دافعوا عن استقلال المغرب، واليوم نحمل على عاتقنا مسؤولية مواصلة المسيرة، لا بالسلاح، ولكن بالكلمة الحرة، بالحق الذي نؤمن به، بعدالة اجتماعية لا تميز بين غني وفقير، ببلد يحكمه القانون لا المصالح الضيقة.
نعرف أن هناك من يسعى إلى تشويه الصورة، إلى تلفيق التهم، إلى خلط الأوراق في بركة الفساد التي يحاولون إبقاءها راكدة، لكننا نقول لهم التاريخ لا يرحم والحق يعلو ولا يُعلى عليه. فلتزدادوا نباحا، فصوت الحق أقوى من ضجيجكم والكلمة الحرة باقية، مهما حاولتم طمسها.