ذكرى ثورة الملك والشعب وسؤال المواطنة

ذكرى ثورة الملك والشعب وسؤال المواطنة
بقلم : عزيز لفروجي

في غمرة الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب التي تصادف العشرين غشت من كل سنة، نسافر بالذاكرة إلى 20 غشت 1953 حين قامت سهام ثورة ملك وشعب جمعهما الوفاء لوطن عزيز، بسالة ملك رفض الخنوع لإملاءات المستعمر الغاصب، واستماتته وتضحيته بروحه للدفاع عن عزة وكرامة الوطن، وانتفاضة شعب أبي، وفي للروابط الأزلية بين شعب وملكه ليرفض بالمطلق إبعاد الملك الشرعي، ويجسد بالملموس ملحمة المواطنة والإخلاص، ليشهد العالم متانة الروابط الضاربة في عمق التاريخ بين أمة حرة صلبة وملك همام قائد.

هي ملحمة إذن، جسدت عقدا عضويا بين القائد وشعبه، أساسه البيعة والوفاء لتحقيق الحرية والانعتاق، وبناء وطن مزدهر متقدم قادر على مواجهة كل التحديات.

إن المتأمل في تفاصيل الذكرى وما واكبها آنذاك من تأييد شعبي كبير، وانخراط لا مشروط لكل مكونات المجتمع المغربي وقواه الحية، ليلمس أن الواقعة والثورة لازالت متجسدة في كل زمن عبر وعينا الجمعي لتجد طريقها على أرض الواقع، وإن أخذت طابعا وصورا أخرى متلائمة من مستلزمات العصر واللحظة.

الحديث عن الثورة في بعدها الحداثي يجرنا إلى استشراف الاصلاحات الجوهرية التي باشرها جلالة الملك محمد السادس والتي همت كل المجالات، السياسية والاجتماعية والاقتصادية …… والحرص على القطع مع الممارسات السلبية السابقة وجبر الضرر فيها، والانفتاح على طاقات الوطن وقدراته عبر النموذج التنموي الجديد، وعبر المشاريع الملكية الكبرى التي ركزت على الرأسمال البشري وعلى تقييم الإنجازات والتقدم في تطويرها والذي يشمل التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي نجحت في تحقيقها، وضمان مساهمة هذه الإنجازات في تحسين حياة الناس وتعزيز حقوقهم.

أضحت ذكرى الثورة فرصة لتكريم الأفراد الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل تحقيق التغيير والعدالة والاستقلال وتعزيز روح التضامن والوحدة والمواطنة بين أفراد المجتمع، من خلال تسليط الضوء على أهمية العمل المشترك والتعاون في بناء مستقبل أفضل للوطن.

كما يمكن للذكرى الغالية أن توفر منصة لتحليل التحديات التي قد تواجه المجتمع في المستقبل، من خلال التفكير في القضايا المتبقية والتحديات المستمرة. كما أن للذكرى تأثير إيجابي على الشباب والأجيال الصاعدة، حيث يمكن لها أن تلهم الشباب للمشاركة بفاعلية في تحقيق التغيير وتحسين المجتمع عبر مشاركة أوسع للشباب في الحياة السياسية واتخاذ القرار، مما يمكن أن يؤدي إلى تنمية جيل جديد من القادة يضمن تعزيز الوعي المدني وتعليم الشباب حول قيم العدالة والحقوق.

كما أن الذكرى هي فرصة لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإذا كانت الثورة قد نشأت من أجل تحقيق الحرية والاستقلال والكرامة وحقوق الإنسان، فيجب أن تكون ذكرى الثورة فرصة لتعزيز هذه القيم. كما لابد للذكرى أن تساهم في إحياء الروح الوطنية والانتماء للبلاد، من خلال التذكير بالتضحيات التي قدمت والتحديات التي تمر بها البلاد، حتى يجدد المواطن ارتباطه بوطنه ويعمل من أجل تحقيق تطلعاته ،وتعزيز التسامح والتنوع في المجتمع، وتحقيق تقارب أكبر بين مختلف الفئات والثقافات.

 

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *