ذكرى ثورة الملك والشعب المريرة
ذكرى ثورة الملك والشعب المريرة التي تذكرني بوالدتي المرحومة “لالة عبوش المعروفة ب”البزيوية” التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل الوطن واستقلاله، ضحت بمطلع شبابها أو بالأحرى بنهاية طفولتها وبداية سن الزواج آنذاك لذيها، وشاركت مشاركة فعلية فيها :
- نفيا (17 غشت 1953- 5 ألريل 1956), ضمن زوج قريبتها وصهر عائلتها، قاضي بزو، السي احمد بن منصور.
- وإقامة جبرية بملاح مدينة الصويرة سلة هذه المدة
- وكفاحا مسلحا بتهريب السلاح للرجال الوطنيين الأحرار في الميادين بعدة مدن والذين لم يربحوا الا الشهادة و/أو سكتة قلبية أو فقط منصبا يناسبهم ويناسب عطائهم الشريف ووفائهم الأصيل، منصب”مخازني” (منصب في القوات المساعدة)، وأولائك للأسف (اصحاب المناصب التي تكبرهم) ربحوا الأموال و”الكريمات” وثروة الأجداد،
- ثم مقاومة شرسة مباركة ومن داخل حزبهم، حزب الاستقلال حيث تم التعرف فيه أكثر من على رفيق دربها، اطال الله عمره، بعد التعرف الأول عليه بالمشور السعيد بتواركة بعد تحريرها من المنفى من طرف المغفور له محمد الخامس بطل التحرير، مباشرة بعد تحريره هو الآخر من منفاه خارج البلد والوطن
- ثم ختاما تهميشا وفقرا
- ثم ختاما وختامها مسك بلقاء رب العزة (الذي عنده: عند ربكم تختصمون)؛ بسكتة قلبية ٱثر غصة فيه لازمتها منذ مطلع الإستقلال وطيلة حياتها لظلم مركبا مورس عليها وعلى أبنائها وأسلافها.
ثورة الملك والشعب المريرة، مريرة لأنها عاشت ما بعدها معيشة حسرة ٱثر ما آلت اليه أوضاع الوطن من تدهور الأوضاع عامة وبمحيطها بما فيهم ابنائها الذين لا حصول لهم على الحقوق إلا بالوساطة او بالنضال المر، ولانؤمن بالوساطة لأننا احرار حرية الوطن الحر .
لم تتوقف المرحومة قط عن خدمة الوطن بتدخلاتها المتكررة في الشارع العام بالموعضة و تربية ابناء الحي وحتهم على الدراسة والإبتعاد عن البلوزات والتدخين والإمان وكذا في الإدارات العمومية والمقاطعات والطرقات واصحابها رجال الامن.
ومن لا يعرف لالة عبوش “المعروفة بالبزيوية”، هبتها وسلطتها وغزة نفسها وشجاعتها وشهامتها، لكن الذي لا يعرفونه هو تاريخها هذا واصلها وفصلها، الذي منه استمدت هذه الخصال والقيم والمباديء والصفات، سواء الدموية أو الدينية العملية.
هذا التاريخي الأسري والنضالي والكفاحي، أذكر به دائما في تدويناتي، لأنه يجهله الكثير من الناس خصوصا في محيطها من عائلة وجيران وأصحاب الا اولائد الاصحاب الذين لازموها ولازمتهم في نضالها خصوصا في مطلع الاستقلال، هم أصدقاء غالبيتهم ذكور، رافقوها خلال مشاركتها في الحركة الوطنية والكفاحي الوطني بصواحي الرباط بكل من المدينة القديمة (درب الفاسي، بوقرون، سوق السباط…) واليوسفية (حي اليوسفية ، دوار الدوم، التقدم، …) وشاركوا معا في عمليات فدائية ووطنية وظلوا يحتفظون بالاسرار التي أدووا القسم على كتماتها حتى على أهلهم وذويهم، وأوفوا بالقسم.
…
نعم ثورة الملك والشعب المريرة، مريرة علينا نحن كذالك گابناء، لأنها أرغمت الوالد للإلتحاق بها عندما قررت اطالة المدة بجانب رفقائها في النضال والانتقال معها من حي المحيط حيث رأيت النور ويستقر معها في البيت التي لها معه ذاكرة وطنية لم ترد أن يمحيها ويفارقها معه الا بالموت وهو ما حصل بالفعل ، فكان لها ما أرادت، الشيء الذي أدى الى انفصالهما لسنوات معيشيا فقط لأنه لم يرد على حيه, فاستقر كل واحد منها بالبيت الذي اختاره، واستقرت هي بالبيت الي كانت تنتقل إليه من تواركة حيث كان استقرارها الأول قبل الزواج وبعد التحرير من الإقامة الجبرية وبالضبط بمنزل إمام مسجد أهل فاس بالمشور، حين يشتد عليها الخناق في التنقل وتختفي فيه لتناضل وتقاوم ضمن الخلايا السرية لحزبهم حزب الاستقلال، الغير بعيد عن المنزل السري لٱجتماع الإستقلاليين فيه والمعروف بمنزل الرايات أو منزل الجنون، كإسم للتمويه خوفا من المعمر والخونة على السواء لكشف هذه الحقيقة في تلك المرحلة !!! وبهذا الاسم سميت الزنقة التي يوجد بها “زنقة الرايات”، والذي تم هدمه مؤخرا بعد وفاة أمير سره وسرهم ، الرجل الكهل الذي كان يسكنه، الرجل الوحيد الذي لم يكن يخرج منه إلا ناذرا، والبيت هذا في الداخل كالقصر من حيث الشتاعة والغرابة والمحتويات النفيسة والغريبة. وللشائعته وغرابته أطلق عليه منزل الجنون كإشاعة لكي لا ينكشف أمره ويبتعد منه عامة الناس، وظلت الساكنة دائما تخافه وتهابه وتبتعده منه ولا تتكلم فيه إلا بعالم الجن والمس ولالة ميمونة ولالة عائشة، لهذا ظل في مأمن وسلام لعدة عقود …
هل أزيد أو اتوقف ؟؟؟
هل أزيد أو اتوقف من ذكر حقائق تاريخية نحن اهلها وصانعيها ؟؟؟
هل أزيد أو أتوقف من ذكر ما ٱحتفظت به ذاكرتي من ذكريات الأسرة والعائلة وبالخصوص الوالدين ؟؟؟
أليس هذا كله دلائل على الوطنية الحقة التي كانت تتميز بها والدتي رحمها الله فقتلتها عن غفلة منا ؟؟؟
فما هو التعويض الذي نستحقه منك يا وطن ؟؟؟؟
أ العمل على ارجاع جزء من ثروة اجدادنا لنا وتسهيل الحياة علينا وعلى ابنائنا وحدفدتنا ؟
أم سكتة قلبية كالمرحومة الوطنية الصادقة، “العياشة” التي لم تحي لتدرك هذا المصطلح لنناديها به ؟؟؟
فيا اعداء الوطن، أجيبوني ؟؟؟
فلأنني عانيت أنا كذالك من الظلم،والظلم المركب في مسيرته اامهنية، فها انا أعطيت العنان لقلمي لتدوينه وكشف خباياه ، يا خبزيين ويا انتهازيين !!!
ولن أتوقف انا الأخرى على النضال ولوحدي حتى توفني المنية بسكتة قلبية كالمرحومة أمي، ربما والله أعلم. فالموت لا نخاتفه بل هو التي يهابنا ويخشانا وتأتينا على غفلة.
وكما قلت قبل بضع أيام ودونته على صفحتي الفايسبوكية:
نعم، يوم القيامة سيكون رائعا، فلماذا نهابه إن كنا من المحسنين والمتصدقين وليس من الظالمين والفاسدين …
وكما قلت كذلك وكتبت هنا منذ بضع أيام :
الله الواحد القهار، قهر العباد بالموت، فلولا القهر الرباني هذا لسرقوا لك روحك وزادوه لروحهم فيطيلون أعمارهم هكذا ويقصرون عمرك ؛ اللصوص !!!