دلوادي يكتب ….استثمار العقول المغربية: مفتاح النجاح للتنمية والتقدم

دلوادي يكتب ….استثمار العقول المغربية: مفتاح النجاح للتنمية والتقدم
الدكتور محمد دلوادي

تعتبر الاستثمار في العقول والمعرفة أحد أهم العوامل التي تساهم في التنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي. وفقًا للإحصائيات، يهاجر أكثر من 50,000 طالب مغربي إلى الدول الأجنبية سنويًا، بتكلفة تقدر بما يصل إلى 200,000 درهم سنويًا للطالب الواحد. وبذلك، يفقد المغرب مبلغًا قدره 100 مليار درهم سنويًا. ومعظم هؤلاء الطلاب يفضلون البقاء في الغربة بحثًا عن فرص أفضل.

تعد الحكومة المغربية مسؤولة عن تشجيع وتمكين الشباب المغربي واستثمار مواهبهم. وتشير الإحصائيات إلى أهمية تحسين التعليم في المغرب، حيث يبلغ معدل القراءة والكتابة للبالغين حوالي 72.4٪ فقط، ونسبة الباحثين لكل مليون نسمة تعد ضعيفة مقارنة بالدول الأخرى. ينبغي توفير بيئة تعليمية تشجع الابتكار وتعزز روح المبادرة لدى الشباب المغربي.

يجب أن يكون للمغرب دور فاعل في المشهد العالمي، وذلك من خلال التعاون الدولي في مجالات البحث العلمي والتنمية التكنولوجية. ينبغي على المغرب توسيع شبكة العلاقات الدولية وتوثيق التعاون الأكاديمي والعلمي مع الدول المتقدمة في مختلف المجالات. يمكن تبادل الخبرات والتجارب وتعزيز التدريب والتبادل الطلابي والأكاديمي، مما يساهم في تعزيز العلم والتقنية في المغرب.

وعلى الحكومة المغربية توفر مناخًا مشجعًا للابتكار وريادة الأعمال، وذلك من خلال تسهيل الإجراءات القانونية والمالية لتأسيس الشركات الناشئة وتمويل المشاريعات الابتكارية. يمكن توفير المزيد من الدعم المالي والتقني للشركات الناشئة وتنمية بيئة عمل تشجع على الابتكار وتطوير الأفكار الجديدة.

ولهذا يجب أن يتحول المغرب من مجرد مصدر للعمالة الماهرة إلى مركز للابتكار والاكتشافات العلمية. ينبغي للحكومة والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص أن يتعاونوا في استثمار العقول المغربية وتطوير مهارات الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. يمكن توفير المزيد من الفرص التعليمية والتدريبية المتخصصة للشباب المغربي، وتعزيز دور الجامعات والمعاهد التقنية في تنمية المواهب والمهارات.

وأعتقد الحكومة ملزمة  بإنشاء بيئة عمل مناسبة وتوفير فرص عمل مجزية للخريجين المغاربة المتميزين. كما ينبغي تشجيع الشركات والمؤسسات على التعاقد مع الكفاءات المغربية وتوفير فرص تطوير مهني وتقدم وظيفي لهم. يمكن استخدام الموارد البشرية المغربية المهرة في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

نموذج من الدراسات الجامعية في تركيا :

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *