السياسية بين الوجه المهرج وشخصية بروتس

السياسية بين الوجه المهرج وشخصية بروتس
بوشعيب نجار

تحتشد الأضواء، تتزاحم الكلمات، ويتصاعد الجدل. تتقاطع الأنظار على منصات المجالس السياسية، ولكن ما يلفت الأنظار ليس سوى عرض متناقض بين الوجه المهرج والشخصية بروتس. إن السياسية، كأحد الركائز الأساسية للمجتمع، يجب أن تكون منبرًا لصوت الشعب ومرآة تعكس مصلحتهم وطموحاتهم. ولكن هل هذا هو الواقع الذي نعيشه؟

في مسارح المجالس، يظهر الوجه المهرج للسياسية، حيث تتحول المناقشات المهمة إلى عروض أداء للشخصيات السياسية. الإنجازات الحقيقية يجتاحها ضجيج الخلافات الجوهرية والتشنجات السياسية، حيث يبدو أن الهدف الحقيقي هو إظهار القوة والتفوق بدلاً من تحقيق التقدم والازدهار للمجتمع.

على الجانب الآخر، نجد الشخصية بروتس للسياسية، حيث تتراجع المبادئ والقيم أمام مصالح الفرد. السياسيون يستخدمون سلطتهم وموقعهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة، مما يؤدي إلى فقدان الثقة العامة وتفكك المجتمع.

وما يزيد الطين بلة هو أن هذه الوجهان المتناقضان يغذيان احتقانًا متزايدًا في المجتمع. يتنامى الشعور بالخيبة والاستياء من أداء السياسيين، وتتزايد الشكوك في قدرتهم على تحقيق التغيير الإيجابي الذي يحتاجه المجتمع.

لكن هل هناك حلاً لهذه المشكلة؟ نعم، إنها المشاركة الفعالة والمسؤولة للمواطنين (صناديق الاقتراع). يجب على المجتمع أن يدرك أهمية دوره في تحديد مصيره ومستقبله، وعليه أن يطالب بالشفافية والمساءلة من السياسيين.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتمتع السياسيون بالقيم الأخلاقية والرؤية الواضحة التي تركز على مصلحة المجتمع بأكمله بدلاً من مصالحهم الشخصية. يجب عليهم أن يكونوا أمثلة حية للنزاهة والنموذج الذي يحتذى به.

في الختام، إن الوجهان المتناقضان للسياسية هما منبع الاحتقان وفقدان الثقة في المجتمع. إنه وقتنا جميعًا أن نعمل معًا لتحقيق تغيير إيجابي وترميم روابط المجتمع والسياسة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *