الجيش الملكي يسقط الرجاء بثنائية ويعلن نفسه متصدرا في أولى جولات دوري أبطال إفريقيا
في مباراة مثيرة ومليئة بالإثارة، نجح الجيش الملكي في تحقيق فوز ثمين على مضيفه الرجاء الرياضي بنتيجة (0-2)، وذلك في اللقاء الذي جمع بين الفريقين مساء الثلاثاء على أرضية ملعب “العربي الزاولي” في الدار البيضاء، ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال إفريقيا. هذه النتيجة التي جاءت لتضع الجيش الملكي على قمة المجموعة الثانية مبكرا، في حين تعرض الرجاء لخسارة مفاجئة جعلته يبدأ مشواره القاري بخيبة أمل كبيرة.
دخل الرجاء المباراة بعزيمة كبيرة من أجل تحقيق بداية قوية في دوري الأبطال، وأظهر الفريق “الأخضر” استحواذا مبكرا على الكرة في الدقائق الأولى، حيث سعى إلى فرض سيطرته على وسط الملعب. وكانت خطط المدرب واضحة في سعيه للبحث عن هدف مبكر يريح أعصاب لاعبيه ويمنحهم الثقة في مواجهة فريق قوي مثل الجيش الملكي.
لكن على الرغم من امتلاك الرجاء الكرة في معظم الفترات الأولى، إلا أن الفريق لم يتمكن من ترجمة استحواذه إلى فرص حقيقية تُهدد مرمى الحارس أيوب الخياطي. ولعل أبرز الفرص في الدقائق الأولى كانت تسديدة محمد بولكسوت في الدقيقة 40، والتي تألق الخياطي في إبعادها ببراعة.
وبعد عدة دقائق من الضغط فريق الرجاء ، جاءت اللحظة الحاسمة في المباراة عندما استغل فريق الجيش الملكي خطأ دفاعيا فادحا من لاعب الرجاء عبد الكريم باعدي. حيث فشل الأخير في التعامل مع كرة عميقة مررها زميله، لتجد أحمد حمودان في مكان مثالي أمام مرمى أنس الزنيتي، ليحول الكرة بهدوء في الشباك معلنا عن هدف السبق في الدقيقة 41. لم يكن هذا الهدف مجرد نتيجة لخطأ فردي فحسب، بل هو تتويج لعمل جماعي مميز من الفريق “العسكري”، الذي أظهر قدرة عالية على استغلال الفرص.
تألق الحارس أيوب الخياطي كان أحد أبرز ملامح المباراة. فبعد هدف الجيش الملكي، استمر الخياطي في تأدية دوره البطولي في الحفاظ على تقدم فريقه. ففي الدقيقة 45+3، تصدى ببراعة لتسديدة قوية من آدم النفاتي، الذي كان قريبا جدا من تعديل النتيجة، مما جعل الجماهير الرجوية تعيش حالة من الإحباط والخيبة. ومع بداية الشوط الثاني، عزز الخياطي مكانته كنجم للقاء.
دخل الرجاء الشوط الثاني وهو عازم على تعديل النتيجة، حيث بدأ لاعبو الفريق “الأخضر” في تطبيق أسلوب هجومي ضاغط على دفاعات الجيش الملكي. وفي الدقيقة 52، كاد يونس النجاري أن يسجل هدف التعادل، لكن تسديدته اصطدمت بالقائم، لتسقط آمال الرجاء في العودة إلى اللقاء.
لم يقتصر الأمر على ذلك، ففي الدقيقة 58، أتيحت فرصة أخرى للرجاء عندما سدد محمد بولكسوت كرة قوية نحو مرمى الخياطي، لكن الأخير تصدى لها ببراعة من جديد. كانت هذه اللحظات بمثابة اختبار حقيقي لتركيز الدفاع “العسكري”، وقد نجحوا في اجتيازه بنجاح، حيث أوقفوا كل المحاولات الرجوية ببراعة وحذر شديد.
وفي الدقيقة 70، تحصل الرجاء على ركلة جزاء بعد لمسة يد من مدافع الجيش الملكي محمد الصوابي. كانت هذه فرصة ذهبية للرجاء للعودة في المباراة، ولكن صابر بوغرين، الذي كان مكلفا بتسديد الركلة، فشل في وضع الكرة في الشباك بعد أن تصدى لها الخياطي ببراعة تامة. هذه اللحظة كانت بمثابة منعطف حاسم في اللقاء، حيث سُدت أمام الرجاء جميع الفرص المحتملة للعودة إلى المباراة.
وفي الدقيقة 90+7، جاء التأكيد على انتصار الجيش الملكي عندما استغل خالد آيت أورخان هجمة مرتدة سريعة لتنفيذ كرة قوية إلى مرمى أنس الزنيتي الذي كان قد خرج بشكل متقدم لمساندة هجوم فريقه. الهدف الثاني جاء ليُغلق كل أبواب العودة أمام الرجاء، مُعلنًا عن فوز مستحق للجيش الملكي.
يظهر فريق الجيش الملكي قدرة متميزة على اللعب الجماعي والتنظيم الدفاعي، حيث بدا الفريق متماسكا طوال فترات المباراة. المدرب نجح في تنظيم خطوطه بشكل متوازن، مما جعل الرجاء عاجزا عن اختراق دفاعات الفريق “العسكري”. بالإضافة إلى ذلك، أثبت الحارس أيوب الخياطي قدرته العالية على التصدي للهجمات، مما جعله يعتبر أفضل لاعب في المباراة.
على الجانب الآخر، فشل الرجاء في استثمار الفرص التي أتيحت له، خاصة في الشوط الثاني، حيث كانت هناك العديد من الفرص الجيدة التي كانت كفيلة بتعديل النتيجة، ولكن الحظ لم يكن في صف الفريق “الأخضر”. كما أن التبديلات التي قام بها المدرب لم تحدث فارقا في الأداء الهجومي للفريق.
بفوزه في هذه المباراة، رفع الجيش الملكي رصيده إلى 3 نقاط ليتصدر المجموعة الثانية، ويعلن عن نفسه مرشحا قويا للتأهل إلى الأدوار المتقدمة. في المقابل، سيشكل هذا الخسارة صدمة كبيرة للرجاء، الذي كان يطمح لتحقيق بداية قوية في دوري أبطال إفريقيا. ومع بداية ضعيفة، سيكون على الفريق “الأخضر” البحث عن حلول سريعة لضمان العودة إلى المنافسة في الجولات المقبلة.