جشع أصحاب المدارس الخاصة بمراكش

اقدمت مؤسسة خصوصية بمراكش على طرد مجموعة من الأساتذة الفضلاء قضوا زهرة عمرهم في خدمة التربية و التعليم بالمغرب .ما يناهز العشرين و الثلاثين سنة من التضحيات في ظل قطاع معروف بهشاشته و جشع بعض مؤسسيه . الطرد جاء بذريعة أزمة كوفيد دون اي تعويض لسنوات العمل وفق ما تنص عليه مدونة الشغل .
وقد توصلت الجمعية الوطنية لأساتذة و اطر التعليم الخصوصي فرع جهة مراكش اسفي بحيثيات المأساة و التي ازمت الاوضاع الاجتماعية و الصحية للأساتذة المطرودين و القضية معروضة على القضاء .
من هنا نناشد كافة القوى الحية لدعم هؤلاء و الالتفات لاحوالهم و نناشد هيئة المحاماة بمراكش مساندة المتضررين و لنا ثقة في القضاء المغربي من اجل اسراع وتيرة الحكم و التنفيذ .
و نجدد استغرابنا لمؤسسات من واجبها ان تكون سندا لمحن الاستاذ بالقطاع الخصوصي سيما وزارة التشغيل و وزارة التربية الوطنية و هيئات المؤسسين في القطاع الخصوصي . لكن يبدو أن هاته الهيئات لا يهمها سوى طلب الدعم في عز الأزمة و اللجوء الى التخلص من اطر تربوية بنيت تلك المؤسسات على سواعدها . و الوزارة تتذرع بقانون 00.06سيء الذكر
هناك حالات إصابة ثلاث استاذات بالسرطان نتيجة ضغوط سنوات من العمل وجدن انفسهن دون تعويض من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و نطرح سؤالا عريضا ما جدوى هدا الصندوق ادا لم يكن في صلب المحنة .لذا حان الوقت لتغيير القوانين الظالمة التي تضاعف المأساة .
ان خيار الطرد الذي تعرض له العديد من الأطر بالمغرب سوف يعجل بهجرة جماعية للاطر من القطاع الخصوصي الى امتحانات موظفي الأكاديميات .قطاع عبر بوضوح عن استعداده في أي ظرف التخلي كلية عن اطره و بدون أي تعويض و بدون حتى سلك المسطرة القانونية
و من هذا الباب ندعو السيد عامل عمالة مراكش ان يتدخل و ينهي هاته المأساة و أن يرسل لجنة خاصة للتحقيق في هدا الطرد الجماعي غير المبرر .ان مطالبتنا وزارة التربية الوطنية التي تصم الاذان لحد هاته اللحظة باخراج قانون إطار ينظم الأساتذة العاملين بالقطاع الخصوصي مطلب يحقق العدالة الاجتماعية حسب ما جاء به الدستور و يضمن في نفس الوقت جاهزية هذا القطاع و فعاليته و استمراريته .غير أن لا جهة تحركت في هذا الباب من هنا نشكك في جدوى تأسيس جمعية كطرف فاعل بالمجتمع المدني و اللجوء للطرق القانونية و الإنسانية و محاولتنا كجمعية حث الأساتذة و الأطر على عدم الانسياق الى الفوضى و التظاهر اعتبارا للوطن و المرحلة التي يمر بها لكن يبدو ان هاته المرحلة عصيبة ليست سوى على الطرف الاضعف .
فأين هي شعارات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟اين هي شعارات الجمعيات النسائية التي تتبجح بدفاعها عن حقوق المرأة و جل العاملين بالقطاع هن نساء فاضلات اخترن تحصيل ارزاقهن بالحلال و بعرق المعاناة .
ما وقع في مراكش يقع في العديد من المدن و لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان . إن حكومة سعد الدين العثماني عجزت عن احتضان هؤلاء في حين صرفت ملايير الدراهم على قطاعات ليست ذات أولوية .وقد نادينا منذ بداية الأزمة بدعم العاملين و حقهم في الاستفادة .
و تجدد الجمعية شكرها الخالص للمؤسسات المواطنة على قلتها .كما تستنكر صمت القناة الاولى و الثانية عن التعبير عن أزمة هدا القطاع في الشق الذي يتعلق بالعاملين و نشد بحرارة على الصحف الورقية و الالكترونية التي فسحت المجال للجمعية لايصال صوت الأساتذة المخنوق
ان التخلي عن أساتذة مراكش هو إهانة و صفعة لمربي الأجيال و صمت الجميع و وقوفهم موقف المتفرج يدل على انهيار منظومة التكافل و التضامن لذى المغاربة و هذا ليس من شيمهم .
و الجمعية تدعو كل أساتذة المغرب بالقطاع الخصوصي الى التضامن مع اخوتهم بمراكش خاصة المصابات بالسرطان لان وضعهن الان خطير.