ما البرامج الانتخابية التي تنتظر المغاربة ابان الاستحقاقات القادمة؟!

ما البرامج الانتخابية التي تنتظر المغاربة ابان الاستحقاقات القادمة؟!
عبد العزيز شبراط

عندما حاز حزب العدالة والتنمية على اغلبية مقاعد مجلس النواب منذ ما يقارب عشر سنوات ماضية فرح المغاربة فرحا كبيرا وخصوصا المنتسبين لهذا الحزب وظن معظمهم أن البلاد ستخرج من التخلف الى التقدم وستصبح دولة نامية؛ وتتخذ لها موقعا متميزا بين البلدان نظرا للخطابات التي كان يروجها هذا الحزب وبنى عليها استراتيجية حملته الانتخابية سواء بالنسبة للخمس سنوات الأولى أو الثانية جال مناضلي هذا الحزب كل أطراف البلاد قرية قرية دوار دوار مدينة مدينة؛ درب درب؛ وزنقة زنقة وخلال تلك الجولات كان يقدم نفسه أنه هو الوحيد الذي سيخلص البلاد من الفساد والمفسدين واستعمل في ذلك؛ الاحاديث والاخلاق المرتبطة بالدين الاسلامي الحنيف أمن الناس بذلك الخطاب واعتقدوا أن مترشحي حزب العدالة والتنمية قادرون على محاربة الفساد ومحوه من هذه الارض الطيبة ولا أحد سواهم يستطيع ذلك واعتقدوا أن حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيعود وآمنوا بما كان يردده زعيمهم بشأن ذلك مرات عديدة وفي مناسبات متعددة من مثل:” غرغري أولا تغرغري …” أو ” أنه اذا لم يستطع التغيير سيضع المفاتيح ويغادر”؛ لكن ومع كامل الأسف لم يحصل أي شيء من كل تلك الخطابات؛ وهكذا تبين أن الاخوان لم يكن يهمهم من حاجات المواطنين سوى أصواتهم وقد صرح زعيمهم بهذا دون حياء أو استحياء وهو يخاطب مريديه ويذكرهم أنهم جاءوا ليحسنوا أحوالهم؛ وأنهم كانوا جميعهم لا يملكون من السيارات إلا القديمة والرديئة منها؛ فيما أصبحوا اليوم يملكون أحسنها وأغلاها ثمنا؛ وكسب هو تقاعدا متميزا فريدًا وتشبث به بالنواجذ دافع عنه بكل الوسائل ومنهم من خلع لباس الاسلام وعانق ما كان يحرمه ومنهم من غير الزوجة بواحدة أصغر منها أو أغنى؛ ومنهم من تعلق قلبه بمدلكة… وانكشفت فضائح ذراعهم الدعوي من مثل تلك التي بررت الزنى الفاحش بكلام لا يقبله حتى الاطفال إذ قالت:” كنت أساعده على القذف”! ماذا كان سيقذف؟ هل كان يستعد لقذف صاروخ دفاعا عن فلسطين؟ ورغم ذلك لم يستحيوا وظلوا يمارسون الدبشخي على حد تعبيرهم ليستبلدوا المواطنين،
إن الدين الاسلامي الحنيف بريئ من كل تلك التصرفات والاخلاق؛ وعلى المواطنين المغاربة أن يتذكروا يوم الاقتراع القادم أن مثل هؤلاء لا يخدم ن سوى مصالحهم الضيقة جدا وعليهم التفكير الف مرة قبل الاختيار أكيد أن المريدين سيعتبرون هذا الكلام مجرد تحامل على حزب العدالة والتنمية؛ وسيبررون ذلك بكونهم لم يستطيعوا التغيير وأن الفساد أكبر منهم كما قال ذات يوم زعيمهم! لكن إذا كان الفساد أكبر منهم كما يصرحون. ما عليهم سوى اعلان ذلك بمغادرة كراسي الحكومة؛ والعودة الى الالتفاف بالقواعد كما يحاول بعضهم اليوم تهديد الدولة المغربية بذلك والاعلان أنهم سيكسبون الانتخابات رغما عن الجميع، لقد شكل هذا الحزب اخطبوطا ضخما في دواليب الدولة وأصبح يظن خطأً أنه بذلك يستطيع تهديد الدولة وممارسة الشنطاج في حقها؛ إن المغاربة وعلى امتداد تواجد الدولة المغربية كانوا دائما يقظين وحريصين كي يظل المغرب بلدا حرا مستقلا.
لم يكن حزب العدالة والتنمية وحده يُسيِّر شؤون البلاد؛ بل كان الى جواره أحزابا أخرى يمينية ويسارية ولا يمكنها بأي حال من الأحوال التهرب من المسؤولية، أو الادعاء أن الحزب الذي يقود الحكومة وحده المسؤول حتى الحزب الذي انسحب منها مؤخرا وأصبح اليوم يعاتبها وينتقدها؛ غير معفي من المسؤولية وعليه تقديم نقد ذاتي بشأن ذلك؛ ولا يشفع له هذا النقد أو الانتقاد من التهرب من المسؤولية.
بماذا ستقنع اذن هذه الاحزاب منتخبيها غدا؟ وماهي البرامج التي ستقدمها لهم وتدافع عنها؟ هل ستعيد استنساخ البرامج التي تقدموا بها سابقا أم سيبدعون برامج جديدة لن تتحقق أبدًا، وهل سيذهب الناخبون للتصويت؟
على الاحزاب اليسارية الاخرى التي لم تشارك في الحكومة السابقة والحالية؛ أن يبدعو في تحضير برامج واضحة وممكن تطبيقها؛ لاقناع الناخبين وتحفيزهم للتصويت عليهم وتغيير وجه هذه الحكومة ومعها وجه البلاد، لكن يبدو أن هذه الاحزاب التي فشلت في التسيير ستبدع مرة أخرى في خلق الحيل والمناورات لجعل الناخبين يصفحون عنهم ويعيدون انتخابه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *