كرونولوجيا خنق اقتصاد سبتة و تداعياته الى جانب كوفيد19

كرونولوجيا خنق اقتصاد سبتة و تداعياته الى جانب كوفيد19
مجلة 24 : البشير اللذهي

العلاقات الإقتصادية بين المغرب وإسبانيا دائما ما تم وصفها بالجيدة و يشهد عليها واقع الإستثمار الإسباني المغربي لكن العلاقات السياسية والديبلوماسية أغلب الأحيان كانت تعتريها حالة من المد والجزر بسبب عمق الخلافات الجانبية العديدة التي تمتد لقرون بصفة عامة و للحقبة الإستعمارية إبان النصف الأول من القرن الماضي بصفة خاصة، لكن تظل قضية سبتة ومليلية وبعض الجزر أهم القضايا الثقيلة التي تجعل العلاقات بين المغرب وإسبانيا تتأرجح دوما بين الهدوء والتوثر.
كانت أول خطوة حاسمة يقوم بها المغرب في الفاتح من غشت سنة 2018 وتهمّ مليلية حين أغلق الحدود التجارية مع المدينة الخاضعة للسيطرة الإسبانية لكن الأمور لم تقف عند هذا الحد لتدخل مرحلة التهريب المعيشي مرحلة حاسمة بعد أن قررت السلطات المغربية إغلاق معبر “طارخال 2” بسبتة المحتلة المخصص للتهريب وحمل البضائع من قبل الراجلين بشكل نهائي لياتي بعد ذلك قرار منع دخول الأسماك المغربية الذي نزل كالصاعقة على تجار المدينة المحتلة وخلق حالة من الاستنفار القصوى بالمدينتين حيث سافرا حاكمي المدينتين الى العاصمة مدريد لبحث سبل الخروج من الأزمة الخانقة التي تبعت قرار المنع هذه القرارات أدخلت مجموعة من المنابر الاعلامية على خط هذه الأزمة كمحاولة منها لتفسير إقدام العاصمة الرباط على هذه الخطوات و كان أغلبها قد ربطها بما هو حقوقي أو اقتصادي محض بخلاف جريدة إسبانيول حيث ربطة هذه القرارات المتتالية بتأثير البريكسيت على الموقع السياسي للمغرب حيث ساعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى العلاقات المتميزة التي تجمع بين الرباط و واشنطن كل ذلك استثمر لصالح المغرب حيث يسعى الأمريكيون والبريطانيون للسيطرة على مضيق جبل طارق كما يفكرون في فتح قواعد عسكرية في المغرب لمساعدة فرنسا في محاربة الإرهاب في الساحل.
وبالتالي فالمغرب تضيف نفس الصحيفة سيكسب مزيد من الحلفاء وقوة كبيرة للتأكيد على شرعية أن الصحراء مغربية و بشكل دائم وهذا هو التحدي الحقيقي للبلاد.
يبدو أن نتائج سياسة الخنق التي اعتمدها المغرب ظهرت منذ مدة إذ تأثر قطاع التجارة و السياحة و العقار بشكل كبير و قد عمق قرار إغلاق الحدود الذي اتخدته السلطات المغربية بسبب كوفيد19 من هوة الأزمة الخانقة التي تعيشها مدينة سبتة السليبة.
كرونولوجيا الأزمة و كوفيد19 لم تقف تداعياته فقط عند حدود المشاريع المتعلقة بالتجارة و السياحة و العقار، بل تسللت تداعياته إلى حدود صناديق الإدارات العمومية التي تكتسي طابعا حساسا خصوصا عندما يتعلق الأمر برئيس الشرطة المحلية بمدينة سبتة السليبة، فلا حديث في المدينة بين الأوساط السياسية إلا عن خبر اقتراب إقالة رئيس الشرطة المحلية بالمدينة “سيبستيان فيغا” بعد أن كشفت نقابات الكتلة عن نقص حاد في الموارد بالإضافة إلى العشوائية و الفوضى التي أصبحت تعيشها الهيئة البلدية منذ مدة و على الرغم من الدعم الذي أظهر “خافيير غيريرو” رئيس وزارة الداخلية في سبتة السليبة لرئيس الشرطة المحلية إلا أن دائرة الرفض في توسع مستمر رغم محاولة “خافيير غريرو” الالتقاء بالنقابات و التوصل إلى توافق مرضي فيما يخص المشاكل المتعلقة بالنقص الحاد في الملابس و المركبات و الموارد الاخرى.
و قد كثفة نقابات الكتلة خلال الأسابيع الماضية من احتجاجاتها حيث انتقدت بشدة طريقة إدارة الشرطة بالمدينة من قبل “سيبستيان فيجا” و شككت من معايير السيطرة و العزل المتعلقة بكوفيد19 خصوص بعد التجاهل غير المبرر الذي طال كل التحذيرات و التوصيات التي طرحتها كتلة النقابات فيما يتعلق بتحسين الخدمة و قد ظهرت عدة مشاكل أخرى مرتبطة بالخدمات التي تقدمها الشرطة للمواطنين خصوص المتعلقة بحوادث المرور فهذه المشاكل لم تكن وليدة تداعيات كوفيد19 فحسب بل هي امتداد لتداعيات الحصار المحكم الذي طبقته السلطات المغربية منذ شتنبر الماضي 2019 من ما هو متعلق بالتجارة و السياحة و العقار التي يعتمد عليها اقتصاد المدينة إلى ما هو متعلق بالموارد المالية الخاصة بالإدارة العمومية هذه الحوادث ربما ستطال باقي صناديق التمويل الخاصة بالإدارة العمومية بسبتة.
يرى بعض الخبراء أن حكومتي سبتة و مليلية تعيشان آخر أيامهما لأن الأيام المقبلة ستشهد مشاكل بالجملة و ربما سنرى احتجاجات قوية بالمدينتين بفعل النقص الحاد في الموارد المالية ففي ظل الأزمة العالمية التي يشهدها العالم بسبب كوفيد19 سيظل مصير تحرر اقتصاد هاتين الحكومتين مرهون أولا بالقرار الذي ستتخده السلطات المغربية بشأن فتح أو إغلاق الحدود بين المدينتين و أي محاولة للتفكير في إيجاد حل خارج هذا الإطار هو بمثابة إقبار لاقتصاد المدينتين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *