“سماتشو” واللجوء إلى تقنية الڤار..

“سماتشو” واللجوء إلى تقنية الڤار..
جبران ابتسام

هل لا زلتم تتذكرون هذه المهزلة التي مرت عليها سنة كاملة حتى الآن؟!! مهزلة قرارات المحسوبية والولائية في تولي مناصب المسؤولية!!
كل آمالنا في “سماتشو” أن لا تتكرر مثل هذه القرارات المشينة التي تضر جليا بسمعة وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة أكثر ما ألحقت من ضرر بحزب التقدم والاشتراكية (حزب اللامعقول) الذي ترأس أمينه العام، “الحاج محمد نبيل بنعبدالله” هذا القطاع قبل أن يتم إعفاؤه من طرف صاحب الجلالة، والذي جاء من بعده وصيفه “عبد الأحد فاسي فهري”، اللذان عبثا فسادا في القطاع وخاصة في ما يرجع إلى تولي المناصب السامية ومناصب المسؤولية..
وكل متمنياتنا أن لا تسير، “نزهة بوشارب”، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة الحالية، والقادمة من حزب السنبلة (الحركة الشعبية)، على درب هؤلاء، وأن لا تتبع المنهج الذي سلكه هؤلاء في ما سبق، والذي لا زلنا نعيش تداعياته السلبية ونتجرع مرارته إلى يومنا هذا.. هزالة المردودية وضعف الإنتاج الفكري وعقم فادح في الإنتاج والمنجز..
فيا حبذا لو أن الوزيرة أعادت “دمس الكارطة”، خلط كل الأوراق من جديد، وإعادة النظر في ما سبق من تعيينات شابتها شكوك كثيرة وعم عليها ضباب صعب انقشاعه في تلك الساعة، مبادرة يمكن أن تسمح ليأخذ كل ذي حق حقه، في الترقي وتولي مناصب المسؤولية، فيكون البقاء للأفضل وتوديع الضعيف والأسوء، وإعطاء الفرصة لكل طموح يغلي دمه في عروقه حبا لهذه الوزارة وليس طمعا في ريع منصب أو جاه..
{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد:17]
ولكننا نعلم جيدا، أن للوزيرة إكراهات، وأكبرها ضيق الوقت والحالة الوبائية الحالية التي فاقمت الوضعية أكثر، وما لها من تأثير على القطاع ككل وعلى طموحاتها وبرامج عملها..
ونقول لكل المتشبتين بمناصبهم، والذين لا يكدّون ولا يجتهدون، ولا يُبرعون في عملهم، ولا يتقنون مسؤولياتهم، فإن “سماتشو” تسائلهم ماذا ينتظرون؟!! وتذكرهم، بقوله عز وجلّ: {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}[يونس:102]
ولا داعي إلى تذكيرهم كذلك بالمثل العربي المشهور الذائع الصيت، والمتداول بين الناس عن قصة “حنظلة” التي وقعت له مع “النعمان بن المنذر”، ملك الحيرة: “إنَّ غـداً لنـاظِـرِه لَقـريــبٌ”..
فليعلم كل هؤلاء، ممن يتكاسلون في عملهم، وممن يرجحون كفة مصالحهم الخاصة على مصالح الوزارة والوطن ككل، وممن هزُلت نتائجهم ولم يعد باستطاعتهم الإتيان بالجديد، وتحقيق الأهداف المرسومة لهم، والمتوخاة من تعيينهم أساسا.. فالحكم يكون دائما بالنتائج وليس بإثقان الكلام وحسن تراكب الجمل وترادف العبارات، والمظهر ولبس الثوب الناعم وربطات العنق من باريس ولندن..
فكل المسؤولين، عند ترشيحهم، وتقديم طلب توليهم لمناصب المسؤولية، تقدموا بملف كامل عن مشروع وبرنامج عمل يزعمون إنجازه إن أُعطيت لهم الفرصة ووَضعت فيهم الجهات الرسمية الثقة، وكلفتهم بتدبير المديرية أو القسم أو المصلحة التي يسعون إلى قيادتها.. فلماذا لا تتم محاسبة كل هؤلاء بناء على برامج العمل هاته، والمشاريع التي تقدموا بها والتي كانت من اقتراحهم واجتهادهم، والتي على أساسها تسلموا مناصب المسؤولية؟!!
طال الزمن أم قصر، الوقت لم يعد يسمح بالتراخي والنسيان وارتكاب الأخطاء، فلا الولائية، ولا الانتمائية، ولا المحسوبية لم تعد كلها كفيلة بضمان البقاء في مسؤولية تدبير أي جزء أو طرف أو جانب من الشأن العام..
فالظلام زائل والصبح آت: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: 81].
الظروف الجديدة لهذه الوضعية تحتم وتفرض علينا جميعا قرارات تصحيحية من نوع أكثر جدية وأشد صرامة..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *