سطات …مهرجان الزوكش للتبوريدة: قصة عناد ثقافي يتحدى التحديات

يعود مهرجان الزوكش للتبوريدة بدورته الثامنة ليثبت ساكنة اقليم سطات أن الثقافة هي رافد من روافد التنمية والتطور في أي مجتمع. ورغم تصاعد الصعاب والتحديات التي واجهت هذا الحدث الثقافي الرائع، إلا أن عزيمة وإصرار أعضاء الجمعية جعله يستمر في تألقه بفخر وعزة.
منذ البداية، وقع الاختيار على تمويل مهرجان الزوكش للتبوريدة بشكل كامل من قبل أبناء المنطقة، دون أن يلتمسوا دعماً مالياً من ميزانية الجماعة. وهذا العطاء الملهم يجسد حقيقة روح الولاء والانتماء التي يحملها أبناء المنطقة لتراثهم الثقافي وتاريخهم العريق.
لكن الحرص على الحفاظ على هذا المهرجان الذي يمثل قيمة عظيمة للمجتمع لم يكن خاليًا من التحديات والمعوقات. عراقيل عديدة وُضِعت في طريق الجمعية من بعض المنتخبين بالإقليم، الذين حاولوا بكل الوسائل الممكنة إفساد هذا الحدث الثقافي الجميل. لكن يبدو أن عناد الثقافة وإصرار الجمعية كانا أقوى وأعظم.
وعلى الرغم من كل التحديات، فقد قرر أعضاء الجمعية رفع تظلمهم عبر شكاية للجهات العليا، تعبيرًا عن رفضهم للتجاوزات التي واجهوها، ولإعطاء أهمية لقضيتهم وأهمية مهرجان الزوكش للتبوريدة في المجتمع. فالثقافة ليست مجرد فعالية ترفيهية، بل هي هوية تجمع الناس وترسخ مكانتهم في عالم الفن والتراث.
وفي سياق متصل، يضاف إلينا صوت فاعل جمعوي من ابناء مزامزة الجنوبية ضواحي سطات، يكشف عن وجود جهة نافذة تسعى لنسف المهرجان وتحويله إلى جمعية أخرى تستفيد من المال العام. يشير هذا الكلام إلى حقيقة قلق أبناء المنطقة، الذين يرون في هذه الممارسات انتهاكاً لحرية التعبير والثقافة.
إن مهرجان الزوكش للتبوريدة يحمل في طياته قصة عناد ثقافي، يتحدى التحديات والمؤامرات. إن روح التضحية والمثابرة لأعضاء الجمعية تجعل هذا الحدث يستحق الدعم والتقدير، ويجب أن يبقى محفلًا للتعبير عن التراث والثقافة الغنية للمنطقة. يمثل مهرجان الزوكش للتبوريدة رسالة تؤكد على قوة الثقافة في تحقيق التواصل والتلاحم بين الناس، ويدعو لدعمه والمساهمة في بناء مستقبل أكثر تراثاً وتطوراً للمنطقة.