سطات..تثبيت حاويات القمامة أمام مدرسة عمر بن الخطاب إهانة للمنظومة التعليمية و “جريمة” في حق الجيل الناشئ
في عمل وصفه البعض ب”كارثة بيئية” و قال عنه البعض الآخر ” تدبير اللامبالاة ” ، فيما اعتبره ذوو التعبير الصريح ” جريمة في حق الجيل الناشئ” ، حولت شركة تدبير النفايات بمدينة سطات واجهة مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية إلى مكان لرمي الأزبال و القادورات ، في خطوة لم تعر اهتماما للأضرار و السلبيات التي يمكن ان تنجم عنها ، و لم تحترم لا الإسم الذي تحمله المؤسسة و لا أسرة التعليم و رسائلها النبيلة التي يتلقاها أبناء الوطن و مستقبله .
و كما تشير الصور التي توصلت بها مجلة 24 ، عملت شركة ” أوزون ” المكلفة بتدبير النفايات بسطات على تثبيت حاويات يقال أنها ” صديقة البيئة” أمام واجهة مؤسسة التعليم العمومي عمر بن الخطاب بحي مانيا ، علما أن هذه الأخيرة تستقطب عددا كبيرا من التلاميذ من مختلف الأحياء المجاورة ، حيث تشير المعطيات أن الشركة المذكورة وضعت في الوهلة الأولى حاويات بلاستيكية تم رفضها و تغيير مكانها من قبل بعض السكان ، ليقع اختيار المسؤولين العجيب و الغريب على مدرسة عمومية لاستقبال النفايات في الوقت الذي تدعو فيه المؤسسات المواطنة إلى تشجيع تلاميذ و أطر المدارس من أجل بدل المزيد من الجهود للحفاظ على البيئة و المحيط ، و كثيرة هي المؤسسات العمومية و الخاصة التي توجت باللواء الأخضر للمدارس الإيكولوجية ، لكن و للأسف مدرسة عمر بن الخطاب نالت لواء النفايات و الأزبال .
أسئلة عديدة من المفروض أن تجيب عليها جماعة سطات باعتبارها المسؤول المباشر على هذا العمل اللامسؤول ، و قبل ذلك نذكرها و نذكر كل من تربطه علاقة بهذا الفعل الذي يحمل إهانة مباشرة للمنظومة التعليمية ، أن رمي القمامة ليس مشكلة جمالية فحسب و إنما مشكلة بيئية لها عواقب وخيمة يمكن أن تمتد لعقود ، للقمامة القدرة على التسبب بالضرر على صحة الإنسان و السلامة العامة ، رمي النفايات أيضا من شأنه أن يجذب الحشرات و القوارض ، تحمل هذه القمامة الجراثيم التي تجذب الجرذان و التي عادة ما تحمل معها أنواعا متعددة من الأمراض التي تسبب المرض و الاعتلال للتلاميذ.
كيف يمكن إيصال الرسائل لأجيال المستقبل للعناية بالبيئة و الحفاظ على نظافة الأحياء و الشوارع و المدارس و البيوت … و هي ترى بأم عينها مشاهد الخزي و العار ؟
كيف سنربي في التلميذ ثقافة احترام الآخر و احترام الحياة و هو يشاهد ركام الأزبال يؤثت جدران مؤسسته التعليمية و الروائح الكريهة تزكم أنوف التلاميذ و الأطر و المارة ؟
في لقاء مع مدير مؤسسة عمر بن الخطاب ، قال هذا الأخير لمجلة 24 ، أن الجهات المعنية استغلت ظروف الجائحة لتقدم على هذا العمل المهين للمنظومة التعليمية بسطات ، معتبرا أن اختيار واجهة المدرسة لرمي الأزبال له أكثر من دلالة ، فهي تجلب الأخطار و المضار ، و تخرب التربية و الأفكار ، موضحا أن هذا العمل لا يقبله العقل و لا يمكن تقبله في جميع الأحوال.
و أضاف المدير ، أن إدارة المؤسسة ستبدل قصارى جهدها لإزالة هذه القادورات من محيطها ، من خلال مراسلة الجهات المسؤولة على هذه الخطوة المشؤومة ، و ذلك لكون الأمر يتعلق بحياة و صحة جيل حرصنا و سنحرص دوما على تلقينه ثقافة احترام المدرسة و احترام الغير و البيئة و المحيط و سنمكنه من تربية و تعليم متوازنين و هي المسؤولية الملقاة على عاتق رجال و نساء التعليم.
و دعا المتحدث ذاته ، الجهات الوصية على القطاع إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإبعاد هذه الحاويات القدرة عن المؤسسة و عن كل المؤسسات التعليمية ، مشيرا أن النفايات لها مكانها و الرسائل النبيلة مكانها المدارس.