خبر إحالة مسؤولين دبلوماسيين ببرشلونة على العدالة .

بعد إشاعة خبر متابعة دبلوماسيين مغاربة و ذكر اسم القنصل الحالي بمايوركا عبد الله بيدود بمقال على الموقع “كواليس الريف” و الذي كان يشغل منصب القنصل العام ببرشلونة إبان التحقيق الذي يعود إلى يناير 2020 على أنه من المتابعين في هذه القضية . كان لزاما علينا أن نتحرى حقيقة الخبر . و هذا ما جعلنا نتصل بالصحفي أمين أحرشيون الذي يقيم ببرشلونة ، و الذي مدنا بمعلومات من مصادره هناك ، على أنخبر متابعة السيد عبد الله بيدود عار من الصحة ، حيث يعتبر عبد الله بيدود هو من طلب من وزارة الخارجية و التعاون الإفريقي و الجالية المغربية المقيمة بالخارج إفاد لجنة تفتيشية بعدما شك في وجود إختلاسات مالية داخل أروقة القنصلية . و هو بالفعل ما وقفت عليه اللجنة التفتيشية .
إن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو لماذا تسريب هذا الخبر في هذا التوقيت و بعد مرور حوالي ثلاث سنوات على عمل اللجنة ؟
إن المتتبع للمسار الدبلوماسي الذي عرفه المغرب طيلة السنتين الماضيتين و كيف قادته مصالح وزارة الخارجية بمعية السفيرة كريمة بنيعيش و كيف أدارت هذا العمل الكبير حتى و هي في المغرب بعدما سحب المغرب سفيرته و بعد عودتها . و الدينامية التي تعرفها المصالح الدبلوماسية المغربية في إسبانيا ، و التي جعلت من تحسن العلاقات بين مدريد و الرباط فرصة لتوطيد هذه العلاقات و جعلها أكثر متانة من قبل ، بحكم روابط الجوار و المصير المشترك الذي يهم البلدان في المنطقة و توحد الرؤى و الذهاب إلى ترسيم أهداف البلدين بسرعة قصوى لم تعهدها العلاقات بين المغرب و إسبانيا من قبل .
ثم جاءت بعد ذلك توطيد العلاقات في المجال الرياضي ، الذي من نتائجه كان هو تنظيم معسكر تدريبي لأسود الأطلس بالديار الإسبانية و إجراء مبارتين إعداديتين في منطقتين مختلفتين عن بعضهما و خصوصا من ناحية الخصوصية السياسية .
على الرغم من كون المباراتين يدخلان في الشق الرياضي ، إلا أن رسالتهما كانتا بالغتين و وصلتا إلى من يهمهم الأمر ، على أن المغرب يعتبر أن كل شبر في الأراضي الإسبانية يعتبره المغرب إسبانيا و لا يقبل للتجزيء أو التقسيم أو الانفصال . و هي رسالة قرأها المسؤولون الإسبان جيدا . رغم أعمال الشغب التي حدثت في المباراة الأولى ، كون منطقة كتالونيا تعتبر منطقة مختلطة الأجناس و تعتبر معقل الإنفصاليين سواء الإسبان أو مرتزقة البوليساريو . إلا أن المغرب أرسل لهم رسالة ، وهي أن المغرب الذي تحلمون بتقسيمه لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله بتقسيم إقليمكم ، الذي يعتبره أرضا إسبانية و ستبقى كذلك .
و لهذا فلا غرابة أن شاهدنا بعض مظاهر الشغب التي أرادت إفساد المباراة ، لأن هناك من أراد للأمور ان تخرج عن السيطرة هناك بكتالونيا . و إلا بما سنفسر غياب هذه الأعمال في إشبيلية .
و بعد ربط الأحداث ببعضها ، نستخلص أن العلاقات المغربية الإسبانية مستهدفة من أعداء التقارب المغربي الإسباني . و عليه ، فيجب علينا تحصين كل مكتسباتنا مع الدول الصديقة ، لان المغرب أعداؤه كثيرون و المتربصون أكثر . و خصوصا بعد المعارضين الذين يطعنون في مغربية الصحراء .
و لا يعلمون أن المعارضة شيء و الاصطفاف مع القضايا المصيرية للوطن و الذوذ عليها شيء آخر .