افتتاحية مجلة 24 : مطالب الناس اليومية التي لا تفهمها حكومة العثماني

افتتاحية مجلة 24 : مطالب الناس اليومية التي لا تفهمها حكومة العثماني
بقلم: فؤاد الجعيدي

ضاقت الدنيا بالناس الذين فقدوا وظائفهم، ومصادر تأمين قوتهم اليومي.
لكن متطلبات الحياة، لا تتوقف عقارب متطلباتها. فاتورة الماء والكهرباء والطعام والدواء في مواجهة الأمراض المزمنة والدخول المدرسي. وحده الله يعلم كيف يدبر الناس أحوالهم في هذه الظروف العصيبة.
لكن الإشارات القوية، تأتي في التظاهر والاحتجاج من هنا وهناك، أمام مقرات السلطات العمومية والمنتخبة. وغالبا ما تكون هذه الاحتجاجات من فئات لم تقو على الصمود، أمام امتدادات الأوضاع الاستثنائية للحالة والوبائية وتطوراتها وما ترتب عنها من ركود اقتصادي مس، بقوة بعض القطاعات.
العديد من الأسر، ومن الحرفيين باتوا يبيعون بعضا من وسائل عملهم في حلول وقتية، لمواجهة الإلحاح اليومي للجاجات الضرورية لاستمرار وجودهم.
حجم هذه الأوضاع، كان يفترض من الحكومة، أن تخلق لجنة على غرار لجنة اليقظة، لتتبع أوضاع الأسر المعدمة وفاقدي الشغل، ودعمهم لاجتياز هذه الوضعية العصيبة، وتدعو إلى تضامن واسع بين أصحاب الثروات وفقراء الوطن.
كان على السيد رئيس الحكومة أن لا ينام له جفن، لأنه مكلف بتدبير شؤون البلاد والعباد، وأن يسارع على وجه السرعة، ويستنهض إمكانيات الدولة وصناديقها، للتعجيل ببرنامج اجتماعي يوفر الآليات للتصدي الحازم لهذه الأزمة، التي باتت تعمق الفقر في جزء عريض من المواطنين، الذين لا حول ولا قوة لهم.وإلا ما معنى أن تكون فاعلا سياسيا وسط المجتمع، وأنت لا تملك أي قوة لتقويم اختلالات هذه الأوضاع الناتجة عن جائحة الوباء، وتأمين الناس من تداعيتها.
الاتحاد المغربي للشغل، اتخذ شهرا للاحتجاج على حكومتكم من 20 شتنبر إلى 20 أكتوبر 2020، لكن لم تبادروا لاستدعاء الفرقاء الاجتماعيين لاحتواء هذه التوترات والتصعيد الاجتماعي، ولكأن الشعارات التي ترفع بشكل يومي لا تهمكم ولا تعنيكم. وتستخفون بها بصم آذانكم.
إن مسؤوليتكم السياسية على رأس الحكومة، تفرض عليكم ودون تأخير مواجهة القضايا بالخروج من هذا الصمت، الذي لم يعد مقبولا في هذه الظروف، التي تجتازها البلاد وأن يكون الخروج جريئا وواضحا ومسؤولا، للتصدي القوي لكل تداعيات الأزمة على القطاعات الإنتاجية، وعليكم الانكباب على توفير برنامج استعجالي يتجاوز النظرة الضيقة في البحث عن التوازنات المالية، على حساب التوازنات الاجتماعية. واستحضار المعاناة اليومية لعموم الكادحين الذين لا يملكون سوى قوة عملهم التي ضاقت الظروف على تصريفها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *