افتتاحية مجلة 24… لعنة الدواعش تموت في جحورها
مرة أخرى كانت الدواعش تتعطش لحمام الدم في هذا البلد الأمين، وكانت مخططاتها الإرهابية والجبانة، تحاك على مقربة بيوت آمنة ومنشغلة بأجواء مجابهة جائحة كوفيد 19 والتعبئة من أجل محاصرة انتشار العدوى.
كان المجتمع برمته، يجابه أسئلته حول تأمين الدخول المدرسي بالاحتياطات اللازمة، وعن أجدى المقاربات لعودة التلاميذ والطلبة إلى تحصيل العلوم والمعارف. في هذه الظروف بالذات كان العنف الأعمى يتربص بالوطن والمواطنين، ويستهدف توجيه ضربات الغدر للمصالح الحيوية للدولة.
لكن يقظة مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية، بفضل حنكة وكفاءات هؤلاء الرجال، تم التمكن من تفكيك هذه الخلايا الإرهابية. في أربعة مدن مغربية، طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات .
ولم يكن من باب الصدفة أن يكون السيد الحموشي مشاركا في فرق المداهمة والاعتقال، بل ليبث رسائل واضحة أن القيادة الأمنية ببلادنا لا ينام لها جفن في السهر على حماية أمن الوطن والمواطنين. وأن تجميع المعطيات والمعلومات، قضية محورية تؤكد مدى درجة الاحترافية التي تتمتع بها اليوم هذه القوات الوطنية في أعمالها الاستباقية لدرء المخاطر.
لقد عانت بلادنا منذ زمن بعيد، من تداعيات هذه التيارات الدموية ومخاطرها على الأمن العام، وكانت الدار البيضاء مسرحا لتفجيرات خلفت معطوبين وأيتام وأرامل في المطاعم والفنادق.
لكن منذ ذلك التاريخ طورت أجهزتنا الأمنية من خبراتها ومهننتها، لتصيد الفئران في مخابئها.
ما يثير أيضا في المشتبهين، ذاك اللباس المستورد كما أفكارهم التي تنشر قيم قطع الرؤوس، ومعاداة الحق في الحياة للبشر، وهي اتجاهات تتغذى من البؤس الفكري الذي يتأسس من منطلقات الجهل بأصول العقيدة السمحة. ولا يمكن ربح رهان هذه المعارك اليوم واستئصال جذورها من تربتنا إلا بالانفتاح أكثر على الديمقراطية والتجاوب مع تطلعات الناس بنموذج تنموي جديد، يقدر الحياة باعتبارها نعمة، ومن باب التحريم المس بها أو الاعتداء عليها.
على نظامنا التعليمي أيضا، القيام بالإصلاحات الضرورية لتبني تعليم ينهل من أصول النصوص التي تمجد العقل وتحارب التقليد الأعمى، وبناء قيم ثقافية تعتز بالتعايش وتنوع مصادر هذا الفكر المغربي عبر تاريخه الطويل، وهو تنوع يعزز وحدتنا الوطنية من شمالها إلى أقصى جنوبها المغربي الصحراوي، ومن شرقها إلى إطلالة غربها على المحيط الأطلسي.