إسرائيل تقصف ميناء الحديدة لشلّ قدرات الحوثيين
اختار الجيش الإسرائيلي توجيه ضربات تستهدف منشآت مدنية في ميناء الحديدة بدلا من استهداف البنية العسكرية للحوثيين، في رد هو الثاني من نوعه بالطريقة نفسها، وهو ما ينظر إليه على أنه رسالة إسرائيلية إلى الحوثيين مفادها أن ردها لا يجب أن يتجاوز مستوى مشاركة الحوثيين في الحرب الجارية في المنطقة، والذي يقتصر على إطلاق صاروخ أو صاروخين كل مرة، في حين يتم تبادل مئات الصواريخ يوميا في جبهات غزة ولبنان.
وشنّ الجيش الإسرائيلي الأحد سلسلة من الغارات الجوية على ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة غرب اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، وفق ما أفادت به قناة “المسيرة” التابعة للمتمردين.
وقال سكان إن الضربات تسببت في انقطاع التيار الكهربائي بمعظم مناطق مدينة الحديدة الساحلية.
ويساند الحوثيون المدعومون من إيران حركة حماس التي تخوض حربا ضد إسرائيل في غزة. وفي أحدث هجوم لهم قال الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخا باليستيا السبت باتجاه مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب، وأعلنت إسرائيل اعتراضه، كما اعترضت صاروخا آخر أطلقه الحوثيون الجمعة.
وقالت قناة “المسيرة” إن “غارات العدو الإسرائيلي استهدفت ميناءي الحديدة ورأس عيسى ومحطتي كهرباء الحالي والكثيب”.
من جهته قال المتحدث العسكري الإسرائيلي ديفيد أبراهام الأحد “في عملية جوية واسعة النطاق (…) هاجمت عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو، من بينها طائرات مقاتلة وطائرات تزويد بالوقود وطائرات استطلاع، أهدافا عسكرية للنظام الحوثي الإرهابي في منطقتي رأس عيسى والحديدة في اليمن”. وأضاف أن الجيش “استهدف محطات توليد كهرباء وميناء بحريا يستخدم لواردات النفط”.
وبحسب المصدر نفسه فإن المواقع المستهدفة يستخدمها الحوثيون، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء عام 2014، “لنقل أسلحة إيرانية إلى المنطقة وإمدادات للاحتياجات العسكرية”. وتابع المتحدث “تم تنفيذ الضربة ردا على الهجمات الأخيرة التي شنها نظام الحوثي ضد دولة إسرائيل”.
وأكد الحوثيون السبت أن اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله “سيزيد قوة العزيمة” وإصرارهم على مهاجمة الدولة العبرية.
وشنّ المتمردون اليمنيون عدة هجمات على الدولة العبرية منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وفي يوليو الماضي نفذوا هجوما بطائرة مسيّرة على تل أبيب أدى إلى مقتل شخص واحد. وردا على ذلك شنت إسرائيل ضربات على محطة كهرباء ومستودعات للوقود في ميناء الحديدة.
وفي 15 سبتمبر الجاري نفذ الحوثيون هجوما بصاروخ فرط صوتي قالوا إنه نجح في اختراق أنظمة الدفاع العسكرية الإسرائيلية بما في ذلك القبة الحديدية.
ويشكل الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن جزءا مما تسميه إيران “محور المقاومة” الذي يضم خصوصا حماس وحزب الله.
كما أنهم يهاجمون بانتظام سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن. وشنت الولايات المتحدة غارات على أهداف للحوثيين في اليمن، شارك في بعضها الجيش البريطاني.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إنه ليس هناك مكان بعيد بالنسبة إلى إسرائيل، بعد الغارات التي نفّذها جيشه على مدينة الحديدة في غرب اليمن ردا على هجمات الحوثيين على الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف غالانت في بيان صادر عن مكتبه بعد تنفيذ الضربات على مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين “رسالتنا واضحة: بالنسبة إلينا، ليس هناك مكان بعيد”.
وفي أول تعليق على الضربات الإسرائيلية قال علي القحوم، القيادي في المكتب السياسي للحوثيين، في حسابه على منصة إكس “في انتهاك للسيادة اليمنية، عدوان إسرائيلي إجرامي جديد على الحديدة واستهداف المنشآت المدنية، وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ولن تثني اليمن الكبير عن مساندة غزة فلسطين ولبنان”.
وأكد القحوم أنه “مهما كان ومهما يكن فإن عملياتنا مستمرة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”. وشدد بالقول “على الصهاينة إدراك أن رد اليمن قادم وبقوة”.