قرار السلطات بامزورة و خميس متوح إغلاق المسالك المؤدية لوادي قنطرة بولعوان ينبئ بأزمة عطش حقيقية لساكنة المنطقة (صور)
بعد تحول وادي قنطرة بولعوان على ضفاف نهر أم الربيع إلى شبه مصطاف ، يستقبل عدد كبير من الباحثين عن الاستجمام و السباحة تزامنا مع موجة الحر التي تشهدها بلادنا و خاصة المنحدرين من مناطق إقليم سطات و بعض المناطق التابعة لإقليم الجديدة ، و بعد ارتفاع صيحات الفعاليات الجمعوية و الحقوقية ، المنددة بغياب الحراسة و المراقبة الأمنية للوادي المذكور ، خوفا من انتشار عدوى فيروس كورونا من جهة و تجنبا لوقوع وفيات بسبب الغرق كما حدث في العديد من الحالات من جهة أخرى ، اتخذت السلطات المحلية لبولعوان و جماعة امزورة التابعة لأقليم سطات و نظيرتها بخميس متوح التابعة لأقليم الجديدة ، قرارا مفاجئا ينذر بأزمة عطش حقيقية بمجموعة من الدواوير التابعة للجماعتين المذكورتين ، حيث تعتمد الساكنة على الوادي كمورد رئيسي للتزود بالماء.
في هذا السياق ، قررت السلطات المحلية إغلاق المنافذ و المسالك المؤدية لوادي قنطرة بولعوان باستعمال التربة و الحجارة ، سواء من جهة جماعة امزورة أو من جهة جماعة خميس متوح ، لمنع المرور إلى الوادي ، علما أن الأمر و لو كان بشكل مؤقت بالنسبة للسلطات المعنية ، فإنه سيخلق معاناة كبيرة لمئات الأسر و العائلات التي تلجأ لنهر أم الربيع لجلب الماء رغم بعد المسافة أحيانا بعشرات الكيلومترات ، من أجل استعماله للشرب رغم أنه غير صالح مائة في المائة لهذا الغرض بسبب الثلوت أو لسد حاجيات أخرى كالغسيل و شرب المواشي .
في ذات السياق ، اعتبر ميلود أسمين ، منسق المرصد الوطني لمحاربة الرشوة و حماية المال العام بجهة الدار البيضاء سطات ، في لقا مع مجلة 24، أن الإجراء الذي اتخذته السلطات المحلية متسرع و غير متوازن نظرا لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار الحاجة الماسة للساكنة و التي ليس لها خيار آخر من أجل الحصول على الماء ، أما المطالب فكانت تتعلق بمنع الاستجمام و السباحة في الوادي عن طريق المراقبة و الحراسة من قبل السلطات المختصة.
و أوضح أسمين ، أن قرار إغلاق الطرق المؤدية للوادي سيؤدي لامحالة إلى أزمة عطش في المنطقة في حال استمر الإغلاق إلى أجل غير مسمى ، مشيرا أنه في اليومين الأخيرين تم تسجيل معاناة كبيرة للسكان و هم يبحثون عن الماء المادة الحيوية التي لا يمكن للحياة أن تستمر بدونها.
و وجه منسق المرصد ، رسالة إلى المسؤولين و خاصة لعامل إقليم سطات ، يطالبه فيها بالتدخل العاجل لتمكين ساكنة المناطق المتضررة من الماء ، و هي المطالب ذاتها التي ناشد من خلالها المسؤولين في الكثير من المرات لكن من دون أن يجد الآذان الصاغية ، على حد تعبيره.
من جانب آخر ساهم هذا الإغلاق في خلق ازدحام و اختناق في حركة السير مما يفتح الباب على مصراعيه لوقوع حوادث السير و صعوبة المرور و خاصة بالليل.