تغيب أصوات التفجيرات المستخدمة في استخراج مواد البناء و مواد اخرة من مقالع الحجر عن جماعة مكارطو اقليم سطات

الغبار الأبيض المنتشر في الأجواء ينقل معه العديد من الأمراض التنفسية والصدرية، والصخور الناجمة عن التفجير تتحول إلى شظايا تسبب خطراً على حياة الأهالي ساكنة جماعة مكارطو .
ويستثمر أصحاب رؤوس الأموال بـ “مقالع الحجر” التي تستخرج مواد البناء من حجارة ورمل، مستفيدين من سلسلة التلال والهضاب التي تشكل بيئة مناسبة لهذه الأعمال، ما أسهم بزيادتها في السنتين الأخيرتين ليزيد عددها عن عشرات المقالع، متجاهلين ما يمكن أن تسببه من مخاطر على البيئة والأهالي المقيمين في المنطقة التي تشهد اكتظاظاً سكانياً بفعل النزوح.
في حين يشكل الغبار الناجم عن عمل المقالع معاناة إضافية للأهالي في فصل الصيف، فالطقس الحار يمنعهم من إغلاق النوافذ لمنع دخول الأتربة إلى منازلهم ما فرض عليهم استنشاقه ضمن المنازل وخارجها. وقال احد سكان المجاورة إن النظارة الشمسية باتت رفيقاً دائماً له أثناء تنقله على دراجته النارية، فهي تشكل حماية جيدة للعين من الأتربة التي تملأ الأجواء بشكل مستمر.
ويترك الغبار الناجم عن المقالع الصخرية أثره السلبي على الجهاز التنفسي، بحسب ما قال احد الاطباء (اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والذي قال إن استنشاق الغبار لفترات طويلة يتسبب بالتهاب الأغشية المخاطية في الأنف، كما يتسبب بانسداد جزئي فيه، وآلام في الصدر وضيق في التنفس وخاصة عند أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى الربو ومرضى القلب والشرايين، حيث تزداد زياراتهم للعيادات الصدرية خلال هذه الفترة من السنة، ويشكو غالبهم من نفس الأعراض نتيجة إقامتهم في المناطق القريبة من المقالع.
ويسبب انتشار هذه الأتربة وتوضعها على أوراق الأشجار المثمرة تراجعاً في إنتاجها، وكلفة مادية أعلى على الفلاحين الذين يضطرون لريها بالرذاذ الرشاش لغسلها من الأتربة العالقة، وهو ما لا يملكه معظم أصحاب الأراضي في المنطقة في حقولهم.