التعليم بين التقليد الأعمى و التحرر

التعليم بين التقليد الأعمى و التحرر
علال بوصوف

طوماس اكويني كان من اوائل المربين الذين رفضوا منهج التقليد في التعليم وقال كلمته الشهيرة عقل جيد التكوين افضل من دماغ مشحون بالمعارف الجاهزة.اما ديكارت فقد ساهم منهجه الشكي على احترام التعليم الاوربي لمبدا حرية طرح السوال وتشجيعه وهو ما توج بتحرير العقل البشري من القيود والخرافات وساهم في تطوير العلوم وتطورها بل ساهم ايضا في تغيير اسس الحياة العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في اوربا منذ ق19م.اما في العالم ما يسمى بالعربي فانه للاسف ما زال مسدودا الى نزعة التقليد وتقديس الماضي بايجابياته وسلبياته بل وجعله احدى مقومات الحركة التعليمية والتعلمية في عالمنا العربي وهو ما جعل حركة التطور الفكري والاجتماعي والسياسي تتعثر بدورها هي ايضا كلما همت الشعوب العربية الى فك خيوط وشفرات تخلفها ورسم مسار بناء حريتها وكرامتها،لذلك اصبح عالمنا العربي تتنازعه قوتان:قوى تقليدية محافظة شكلا منفتحة بجهالة سلوكا وسيطرة ًوجشعا للثروة والنفوذ ، وقوى مستنيرة متحررة باقلامها و مدافعة عن مصالحها البورجوازية الاقطاعية لكنها شبه منقطعة عن هويتها وتاريخها وثقافتها.وذلك بحكم تعلم ابناءها وبناتها في مراكز البعثات الاوربية والامريكية والكاثوليكية او لالتحاقها بجامعات الغرب وانبهاره بمساحة الحريات الفكرية والاجتماعية والسياسية التي يتمتع بها المجتمع الغربي الذي تحرر من ظلام التعليم التقليدي الاعمى والمتخلف شكلا ومضمونا منذ القرن السادس عشر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *