على خطى الضحية و الجلاد …
حين يغلب الجهل و تسود الأنانية …
عندما تم القبض على ” إرنيسطو تشي جيفارا ” في مخبأه بعد ما أبلغ عنه راعي أغنام كان يرعى أغنامه بمحاذاة مخبأ الزعيم الثوري ، سأل ضابط الجيش الأمريكي الراعي :
لماذا أبلغت عن رجل قضى حياته كلها في الدفاع عنكم و عن حقوقكم ؟!
فأجاب الراعي :
كانت حروبه مع العدو دائما تخيف أغنامي ..
و بعد مقاومة محمد كريم في مصر للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونبارت ثم القبض عليه و الحكم عليه بالإعدام ، إلا أن نابليون أرسل إليه و أحضره و قال له :
يؤسفني أن أعدم رجلا دافع عن بلاده بمثل جرأتك و شجاعتك و لا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالا يدافعون عن أوطانهم ؛ لذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضاً عن قتل جنودي ..
فقال له محمد كريم :
ليس معي ما يكفي من المال و لكن لي دَيْن عند التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب ..
فقال له نابليون سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك ، فما كان من محمد كريم إلا أن ذهب الى السوق وهو مقيد فى أغلال و محاط بجنود المحتل الفرنسي و كان عنده الأمل فيمن ضحى من أجلهم من أبناء وطنه . و الغريب أنه لم يستجب تاجر واحد لطلبه ، بل إتهموه أنه كان سبباً في دمار الإسكندرية و سبباً فى تدهور الأحوال الإقتصادية لكل التجار ..
فعاد المقاوم الكبير خاوي الوفاض مستغربا و مخذولا .. !!
فقال له نابليون :
ليس أمامي إلا تنفيد الإعدام ، ليس لأنك قاومتنا و قتلت جنودنا ، و لكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان …
و يقول محمد رشيد رضا :
الثائر لأجل مجتمع جاهل مثل شخص أشعل النار بجسده كي يضيء الطريق لشخص أعمى ... !!
لهذا فالمناضل المحترف يضبط المسافة الفاصلة بين الشجاعة و التهور ، بين الجرأة و التسيب ، بين البحث عن التميز أو البحث عن البطولة الرعناء ، بين الذكاء في تصريف المواقف و الغباء في المزايدة دون ضمانات ..
المناضل الحقيقي أول من يُتهم و أخر من يُعتقل كما أكد فلاديمير إيليتش أوليانوف لينين ..
المناضل الحقيقي يشتغل على قضايا التنوير و يتوقع أن كل موقف يُصرف الأن ستكون له حتما تداعيات غذا ، و هكذا العلائق الإجتماعية في كل الحقول المجتمعية ؛ و الموقف بطولة لا يليق بها التهور ..
و تحياتي لكل الحكماء ، و أقوال الحكماء منزهة عن العبث ..
و هذا مثن يستحق التركيز ...