من يتآمر على افريقيا
بلغة الأرقام المغرب من أقوى إقتصادات إفريقيا، رغم أنه لا يمتلك النفط والغاز كأغلب الدول الإفريقية التي ترزح تحت قساوة الفقر و الحروب و المجاعة و التبعية المفرطة، رغم آبارها المضرجة بالبترول و الغاز الطبيعي اللذان يصدران في صيغتهما الخامة في أغلب الحالات.
المغرب يحاول أن يجمع الأفارقة حول مشروع تنموي مشترك، يربح فيه الجميع، بدل التبادل الغير المتكافؤ والغير العادل الذي تعرفه مبادلات إفريقيا مع شركائها الدوليين.
المغرب قدم الكثير لدول إفريقيا بحسن نية و بشعور قاري راق، مؤمنا بقوة الأواصر المشتركة بين دول القارة السمراء المنهوبة؛ التي يخدم وضعها الحالي الإمبريالية العالمية.
الجزائر و جنوب إفريقيا تجهضان هذه الوحدة الإفريقية التي ستعيد للقارة الأغنى من حيث الموارد الطبيعية والبشرية و الطاقية، ستعيد لها الإعتبار و للإنسان الإفريقي الذي لم يتحرر من أغلال العبودية و الاستغلال و المؤامرات.
هل يعي النظام الجزائري و النظام الجنوب افريقي اللذان يدعيان مساندة الشعوب في تقرير مصيرها و دعم الحركات التحررية، هل يعيان أن هذا الخطاب البيريمي هو تواطؤ مع القوى الإمبريالية ضد وحدة الشعوب الأفريقية المستغلة؟ !
هل يعي النظامان اللذان فشلا في حل إشكالية البطالة و الفقر و الكرامة والأمن و التفاوت الطبقي لشعبيهما، أن وهم دعم شعوب العالم ينمسخ أمام حقيقة إنقاذ شعبيهما المنكوبين؟ !
أحيل النظامين إلى مثال مغربي “قبل ما تشطب الزنقة، شطب باب دارك! !!!”.
دون الدخول في نظرية المؤامرة، التي تكتسي في حالتنا هذه كل مقومات ثبوت الجريمة؛ هل النظامان يخدمان أجندة خارجية تريحها وضعية (أفارقة الشتات) الحالية! ؟؟!