عند الكان… يُعز الركراكي أو يُهان
على بعد أيام قليلة من انطلاق كأس إفريقيا للأمم 2025 بالمغرب، يبدو البلد جاهزًا لصناعة نسخة استثنائية بكل المقاييس: ملاعب عالمية، بنية تحتية متطورة، فنادق ومراكز تدريب راقية، وتنظيم راكم المغرب عبر سنوات طويلة. كل الظروف مهيأة لتكون هذه النسخة الأفضل في تاريخ الكان.
لكن وسط هذه الجاهزية المثالية، يبقى السؤال الأكبر: هل المنتخب مستعد بنفس القوة؟
الإعلان الأخير لوَليد الركراكي عن اللائحة النهائية لم يحمل أي جديد، نفس الأسماء، نفس القناعات، ونفس الرهان على الفرديات. كما كتبنا سابقًا: “لا جديد مع وليد.” الأداء في المباريات السابقة لم يطمئن الجمهور: غياب نضج طاكتيكي، دفاع غير ثابت، وعقم هجومي مستمر.
والحقيقة أن المغرب أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر لعقود. التاريخ لا يُصنع بالأداء الجميل وحده، بل بالألقاب. ومن دون لقب، ستتحول كل هذه الجاهزية إلى صورة ناقصة. المطلوب اليوم هو أن يتحول المنتخب من فريق “يُقنع” إلى فريق “يُتَوَّج”.
الجماهير المغربية حاضر دائمًا: دعم وتشجيع وضغط على الخصوم، ليبقى الحماس حاضرًا رغم المخاوف. الكل يخاف أن تضيع الكأس من بين أيدينا مرة أخرى، خصوصًا ونحن نلعب على أرضنا، أمام جمهورنا، وفي مناخ مثالي، وبظروف لم تتحقق لنا منذ عقود.
واليوم، يقف الركراكي أمام امتحان لن يُرحم الأخطاء… إما يُعزّ… أو يُهان.

