يبدو أن دونالد ترامب قرر أن يمارس نفوذه داخل الحزب الجمهوري بدرجة غير مسبوقة، بعدما وضع إستراتيجيته الخاصة لإنتخابات عام 2026 تحت مظلة معركته الشخصية على الرئاسة.
و يؤكد مطلعون على دوائر القرار داخل الحزب أن ترامب بات يوجّه الخطط الإنتخابية و يختار الخطوط العريضة لحملات المرشحين، في خطوة تعكس رغبة واضحة في ضمان ولاء كامل للتيار الذي يقوده داخل المؤسسة الجمهورية.
و يشير مراقبون إلى أن هذا التحرك يمنح ترامب قدرة أكبر على تشكيل الخريطة الداخلية للحزب، حيث يسعى إلى تعزيز حضور المرشحين المقرّبين منه و إقصاء الأصوات التي قد تعيق طموحاته في ظل التوترات التي ترافق مسيرته السياسية و القانونية.
و يرى بعض المحللين أن السيطرة على إستراتيجية إنتخابات 2026 لا تهدف فقط إلى توسيع نفوذه التشريعي، بل تشكّل أيضاً وسيلة لحماية موقعه الرئاسي في لحظة يعتبرها مفصلية في تاريخه السياسي.
و تتباين ردود الفعل داخل الحزب، إذ يرحّب جناح واسع بالنهج الجديد بإعتباره يضمن وحدة الخطاب و يعبّئ القاعدة الإنتخابية الأكثر ولاءً، بينما يحذر آخرون من أن تركيز السلطة بيد ترامب قد يفاقم الإنقسامات و يعرض الجمهوريين لمخاطر إنتخابية في الولايات المتأرجحة.
و بين الحسابات الداخلية و الرهانات الوطنية، يخوض الحزب الجمهوري مرحلة دقيقة تتحدد فيها معالم تأثير ترامب على مستقبل السياسي الأمريكي خلال الأعوام المقبلة.