حالة مرضية في مرحلة الطفولة قد تسبب الوفاة المبكرة

حذّر باحثون من أن ارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة قد يزيد خطر الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وفقاً لدراسة حديثة عرضت في اجتماع جمعية القلب الأميركية في بالتيمور، ماريلاند.

وأظهرت النتائج الأولية أن الأطفال الذين يقعون ضمن أعلى 10 في المئة من قياسات ضغط الدم بالنسبة لعمرهم وجنسهم وطولهم يكونون أكثر عرضة للمضاعفات الصحية مستقبلاً. وبيّنت الدراسة أن الأطفال في سن السابعة الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم قد يواجهون خطراً متزايداً للوفاة نتيجة هذه الحالة بحلول منتصف الخمسينات من العمر.

وأشارت الدكتورة أليكسا فريدمان، الأستاذة المساعدة في كلية «فاينبرغ» للطب بجامعة نورثويسترن، إلى أن هذه النتائج تبرز أهمية فحص ضغط الدم لدى الأطفال مبكراً، وتطبيق استراتيجيات لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية منذ الصغر. وأضافت: «ارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة قد يزيد من خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة على مدى العقود الخمسة التالية».

واعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 38 ألف طفل، جمعها أكبر مشروع أميركي لدراسة تأثير الحمل وعوامل ما بعد الولادة على صحة الطفل، منذ عام 1959 وحتى عام 2016. وخلال هذه الفترة، توفي أكثر من ألفين و800 مشارك، وكانت أكثر من 500 حالة وفاة مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأكدت الدراسة أن ارتفاع ضغط الدم حتى بشكل معتدل في مرحلة الطفولة يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة في منتصف العمر.

ويعدّ الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية لدى الأطفال عنصراً أساسياً للوقاية من أمراض القلب مستقبلاً. وأوضح الباحثون أن اتباع نظام غذائي متوازن قليل الدهون والسكر والصوديوم، بالإضافة إلى ممارسة ساعة من النشاط البدني يومياً والحفاظ على وزن صحي، يمكن أن يقلّل من هذه المخاطر.

وأشار التقرير إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية كانت السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة عام 2022، حيث تسببت في أكثر من 941 ألف حالة وفاة، مؤكداً أن العناية بصحة الأطفال منذ الصغر تمثل خطوة وقائية أساسية لتفادي مضاعفات مستقبلية.