محمد ضعلي يعود إلى الواجهة السياسية عبر بوابة “الأحرار” استعدادا لتشريعيات 2026

محمد ضعلي يعود إلى الواجهة السياسية عبر بوابة “الأحرار” استعدادا لتشريعيات 2026

سطات : خالد لعناني 

كشفت مصادر مطلعة أن السياسي المخضرم محمد ضعلي يعتزم خوض غمار الانتخابات التشريعية لسنة 2026، تحت لواء حزب التجمع الوطني للأحرار، وذلك عقب الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد، واللقاء الذي نظمته وزارة الداخلية مع الأمناء العامين للأحزاب السياسية حول الاستعدادات الجارية لهذا الاستحقاق الانتخابي.

وتأتي عودة محمد ضعلي إلى الواجهة السياسية بإقليم سطات لتعيد النقاش داخل حزب “الحمامة” حول رهانات المرحلة المقبلة، ومدى قدرة الحزب على استعادة توازنه التنظيمي من خلال الاعتماد على وجوه سياسية خبرت الميدان، وتملك قاعدة جماهيرية وقواعد حزبية موازية.

وفي تصريح خاص لموقعنا، أكد محمد ضعلي عزمه الترشح مجددا، حيث قال:
“نعم، سأخوض غمار الانتخابات المقبلة بدائرة سطات تحت راية التجمع الوطني للأحرار، وسأعود بقوة ميدانيًا لخدمة المواطنين والدفاع عن المشروع التنموي الذي نؤمن به داخل الحزب”.

ويُعتبر محمد ضعلي من السياسيين المخضرمين الذين انخرطوا في الحزب منذ سنة 1978، حيث تقلد مهام تنظيمية مهمة أبرزها منصب المنسق الإقليمي سابقًا، وهو يشغل حاليًا منصب نائب رئيسة جماعة سطات، ورئيس لجنة الشؤون القانونية والتعاون والشراكة بالمجلس الإقليمي.

وأضاف في المتحدث ذاته:
“أنا ابن هذا الحزب، واشتغلت بتفانٍ داخل هياكله منذ أكثر من أربعة عقود، لكن ما حصل في الانتخابات الماضية أضر بالحزب كثيرا. الخيانة السياسية والضرب من تحت الطاولة هم من قسموا ظهر الحزب في الإقليم”.

ويُعد ضعلي من خريجي المدرسة الألمانية الشرقية، متخصصا في مجالات الإدارة والتقنيات، كما يرأس جمعية “أجيال الشاوية”، وهي هيئة مدنية فاعلة انخرطت بقوة في العمل الجمعوي والمقاربة التشاركية مع مختلف الفاعلين المحليين.

ورغم التراجع الذي عرفه الحزب في الفترة السابقة، يؤكد محمد ضعلي أن الفرصة ما تزال قائمة لإعادة ترتيب البيت الداخلي:
“الحزب اليوم محتاج لأبنائه الحقيقيين، وليس لمن التحقوا به لأغراض انتخابية فقط. المرحلة المقبلة تقتضي وجوهًا لها امتداد شعبي وتنظيمي على الأرض، وإلا سنكرر أخطاء الماضي”.

وحول الخلاف الذي أدى إلى انسحابه من التنسيق الإقليمي، قال:
“تعرضت للإقصاء بتقارير مغلوطة رُفعت إلى القيادة، وأُبعدت بطريقة غير ديمقراطية. لكنني ما زلت وفيّا لمبادئي وسأكشف في الوقت المناسب كل ما وقع، لأن التاريخ لا يرحم”.

وتفيد مصادر جيدة الاطلاع أن محمد ضعلي يعتبر اليوم من أبرز الوجوه التي يراهن عليها الحزب لاستعادة بريقه في دائرة سطات، لما له من تجربة ميدانية واسعة وشبكة علاقات متجذرة داخل الوسطين الحضري والقروي بالإقليم.

غير أن السؤال المطروح اليوم: هل تتجه قيادة الحزب نحو تجديد حقيقي يقطع مع سياسة “الترضيات” ويمنح الفرصة لمناضلين صادقين؟ أم أن الحسابات الانتخابوية ستطغى مجددًا على منطق الاستحقاق السياسي؟

الأيام المقبلة وحدها من ستفصح عن مآلات الترشح، وعن مدى قدرة محمد ضعلي على إعادة توحيد الصف الداخلي داخل “الحمامة”، واستعادة ثقة مناضليه ومناصريه على حد سواء.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *