المغرب وكوريا الجنوبية .. تعاون استراتيجي برهانات اقتصادية وتاريخية

المغرب وكوريا الجنوبية .. تعاون استراتيجي برهانات اقتصادية وتاريخية

في احتفال احتضنته العاصمة الكورية سيول بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، تجلت ملامح الشراكة الاستراتيجية المغربية الكورية في أبهى صورها، حيث أكد الحاضرون على دينامية التعاون الثنائي في قطاعات ذات أولوية، وعلى رأسها التغير المناخي، والتنمية المستدامة، والاقتصاد الأخضر.

وشكّل الحدث مناسبة لاستحضار العمق التاريخي للعلاقات المغربية الكورية، التي تعود جذورها إلى التضامن الميداني إبان الحرب الكورية، بما يعكسه من روابط إنسانية وذاكرة قوية تجمع الشعبين. هذا الامتداد التاريخي، أضحى اليوم أرضية صلبة لتطوير تعاون عملي ومثمر، يتجاوز مجرد المصالح الآنية، ليرتكز على قيم مشتركة ومسار متجدد نحو المستقبل.

وقد أشاد ممثل الحكومة الكورية، نائب الوزير المكلف بالتغير المناخي، بهذا الإرث المشترك، مبرزا كيف أن المغرب وكوريا الجنوبية يشتركان في طموح بناء نماذج تنموية قائمة على الابتكار والاستدامة، خاصة في ظل التحديات البيئية المتزايدة عالمياً. كما نوّه بالزخم المتواصل الذي تعرفه هذه العلاقات، لاسيما في مجال المبادرات المناخية والتعاون في البحوث الأكاديمية والتكنولوجية.

وشهد الحفل كذلك لحظة رمزية تمثلت في تكريم شخصيتين كوريتين ساهمتا في تعزيز صورة المغرب لدى الرأي العام الكوري، ويتعلق الأمر بهايجا لي ليسونغ، صاحبة العمل الأدبي “ليسونغ في المغرب”، الذي قدّم مقاربة ثقافية وإنسانية للعلاقات الثنائية، وجون جيون يول بارك، الذي وُصف بكونه أحد أبرز الداعمين الأكاديميين لتقوية الروابط بين الرباط وسيول، بالنظر إلى مساره في بعثة المينورسو وأبحاثه حول القيم المشتركة.

الاحتفال لم يكن فقط مناسبة بروتوكولية، بل شكل محطة للتأكيد على التقاء وجهات النظر بين المغرب وكوريا حول أبرز الرهانات الإقليمية والدولية، وتكريس شراكة تتجه بخطى ثابتة نحو المستقبل، مدعومة بثقة متبادلة وإرادة سياسية قوية من الجانبين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *