السفير الأمريكي الجديد بالمغرب يجدد التأكيد على دعم واشنطن الثابت لمخطط الحكم الذاتي

في جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي، جدد السفير الأمريكي المعين حديثا لدى المغرب، ريتشارد بوكان الثالث، التأكيد على تمسك الولايات المتحدة بموقفها الثابت تجاه الصحراء المغربية، معبرا عن دعم واشنطن المستمر للاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والذي تم الإعلان عنه رسميا في ديسمبر 2020 من قبل الرئيس دونالد ترامب.
السفير بوكان لم يترك مجالا للتأويل، حيث وصف مبادرة الحكم الذاتي المغربية بأنها “الإطار الجاد والواقعي والموثوق به” للتوصل إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع الإقليمي، معتبرا أن المفاوضات يجب أن تنطلق تحت هذا التصور الذي يحظى بدعم متزايد من المجتمع الدولي.
وتأتي تصريحات بوكان في ظرفية تشهد فيها القضية الوطنية زخما دبلوماسيا غير مسبوق، مدعومة باعترافات صريحة من قوى كبرى بمغربية الصحراء. واعتبر السفير أن المغرب يمثل شريكا استراتيجيا لا غنى عنه للولايات المتحدة في شمال إفريقيا، وهو ما يفسر عمق العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن، المبنية على الثقة والتنسيق المستمر في ملفات حيوية إقليمية ودولية.
ولم تقف رؤية بوكان عند الجانب السياسي والدبلوماسي، بل امتدت لتشمل آفاقا جديدة من التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي، مع التركيز على التنمية المستدامة ونقل التكنولوجيا، في إطار دعم الرؤية المغربية للتنمية المتوازنة، وفتح فرص استثمارية مشتركة.
ويعكس هذا التوجه إدراك واشنطن لدور المغرب كمحور للاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية والمنطقة المغاربية، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية الحالية.
من المهم التذكير بأن الرئيس ترامب سبق أن عين ريتشارد بوكان سفيرا في إسبانيا بين 2017 و2021، ويعتبر من الشخصيات المقربة من محيط ترامب السياسي. وقد أعلن الرئيس السابق عن تعيينه في مارس الماضي عبر منصته “تروث سوشل”، معتبرا أن بوكان سيلعب “دورا محوريا في تعزيز السلام والازدهار بين البلدين”.
في ختام كلمته، شدد بوكان على أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تقدما ملموسا نحو حل نهائي للنزاع، في إطار دعم جهود الأمم المتحدة ولكن وفق منظور واقعي تقوده مبادرة الحكم الذاتي المغربية.
هذه التصريحات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه لم يكن خطوة معزولة أو ظرفية، بل هو مسار استراتيجي مستمر، يعكس تقاطع مصالح ورؤية مشتركة بين الرباط وواشنطن، من أجل منطقة مستقرة ومزدهرة.