الاستثمارات الخارجية من المستفيد؟

الاستثمارات الخارجية من المستفيد؟
عبد العزيز شبراط

في تغريدة للرئيس الامريكي دونالد ترامب على حسابه الرسمي بمنصة تويتر؛ صرح : “أن حكومة السودان الجديدة التي تقوم بخطوات تقدمية كبيرة؛ وافقت على تأدية ما قيمته 335 مليون دولار تعويضا للضحايا وعائلاتهم جراء الاعمال الارهابية التي ارتكبتها في حق للأمريكيين؛ و أضاف أنه بمجرد وضع هذا القدر المالي في الصندوق الامريكي سأمحو اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الارهاب “

قد تبدو هذه التغريدة عادية ولكن الامر ليس كذلك؛ فقد اعتاد دونالد ترامب كما الفنا عدم السكوت عن مثل هذه الامور؛ فهو من ناحية يتبجح بمثل هذه الامور أمام الامريكيين ؛ ومن جهة أخرى فهو بذلك يبعث برسائل مشفرة الى دول أخرى؛سواء تلك التي يسعى الى أن تحذو حذو السودان أو إلى دول عظمى لاهداف أخرى.
وليست هذه المرة الاولى،التي التجأ فيها ترامب الى الاعلان عن مثل الخصوصيات؛وقد سبق هذه التغريدة تغريدات مماثلة؛ ولا أحد من العرب يمكنه نسيان تغريدته بشأن الاموال التي تلقاها من السعودية مقابل الدفاع عنها كما صرح وأكد ابان الاعلان عن الاموال التي تلقاها من السعودية مقابل الدفاع عنها حسب تغريدته حينذاك.
فمثل هذه الامور كانت تحدث أيضا في السابق إبان الحرب الباردة بشكل مستور قبل أن يجعلها ترامب علانية؛ هي هكذا مصالح الدول العظمى؛ فهي لا تقدم الدعم للدول الضعيفة أو السائر في النمو مجانا؛فهي أصلا تكتسب غناها على حساب تلك الدول ؛سواء عبر الدفع المباشر للأموال أو عبر أسوقها التي تستغلها الدول العظمى لصالحها؛ وأيضا عبر استنبات مشاريعها الكبرى بهذه البلدان؛ فكل هذه الدول تتسابق للاستثمار في الدول المتخلفة اقتصاديا؛للاستثمار فيها وذلك لما يعود عليه بأرباح أكثر من الدول التي تحتضن المشاريع؛سواء عبر القوانين المجحفة في حق اليد العاملة أو من خلال تخفيض تكلفة الانتاج بهذه الدول؛ ناهيك عن ما تجنيه جراء عدم تأدية الضرائب الجمركية ان هي استثمرت على أراضيها وقامت بتصدير تلك المواد؛ولنا في ذلك مثال شركة هواوي لما وضعها ترامب على اللائحة السوداء كما كل الشركات الامريكية التي حاولت التعامل بها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *