مذكرة بن موسى تثير جدلا.. بسبب رياضة “الغولف”

مع بداية الموسم الدراسي الحالي، وجه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، دعوة إلى المسؤولين الجهويين للوزارة بهدف تشجيع التلميذات والتلاميذ على ممارسة رياضة الجولف، بالنظر إلى ما تكتسيه الرياضة المدرسية من أهمية كمكون أساسي في المنظومة التربوية والرياضية.
واعتبرت الوزارة أن دعوتها تأتي في إطار التنسيق والتعاون بين الوزارة والجامعة الملكية المغربية للجولف، وكذا الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، وإثر النجاح الذي عرفته البطولة الوطنية المدرسية للجولف خلال الموسم الدراسي 2023-2024 والتي شارك فيها أكثر من 100 تلميذة وتلميذ، واستعدادا للمشاركة في بطولة العالم المدرسية للجولف التي ستحتضنها بلادنا لسنوات 2025 و 2026 و 2028.
وقد أثارت هذه الدعوة التي وجهتها الوزارة لتشجيع التلميذات والتلاميذ على ممارسة رياضة الجولف جدلا واسعا في المغرب، حيث هاجم نشطاء مواقع التواصل وزارة بنموسى في ظل المشاكل التي يعرفها قطاع التعليم على عدة مستويات أهمها هشاشة البنيات التحية لمعظم المؤسسات التعليمية خاصة منها المتواجدة في المناطق النائية، وافتقارها لكل الوسائل التعليمية وكذا ارتفاع نسبة الهدر المدرسي بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة للمتعلمين و أسرهم ناهيك عن احتجاجات وإضرابات نساء ورجال التعليم التي سجلت رقما قياسيا الموسم الماضي، وَكادت تعصف بالسنة الدراسية .
أساتذة مهتمون بالحقل التربوي إستغربوا لهذه الدعوة في وقت تعرف فيه الرياضة المدرسية تراجها مخيفا نتيجة لعدة عوامل أبرزها غياب بنية تحتية مناسبة لمزاولة انشطة التربية البدنية خاصة بالمؤسسات العمومية بالسلك الإبتدائي ، وهو ما يجعل تدريس هذه المادة يكون بها منعدما.
وردا على هذه الدعوة، دعا العديد من الاباء وأمهات التلاميذ الوزير الوصي على قطاع التعليم والرياضة، إلى إتخاذ إجراءات وتدابير عملية تساهم في تيسير مرحلة الدخول المدرسي على مستوى أسعار المقررات واللوازم المدرسية ورسوم التسجيل وغيرها، والحرص على سد الخصاص و التخفيف من ظاهرة الاكتظاظ التي تجتاح المؤسسات التعليمية العمومية والتسريع بتسوية أجور الأساتذة الذين تم توقيفهم ظلما وتعسفا عقب مشاركتهم في الحراك التعليمي خلال الموسم الماضي وتنفيذ الالتزامات مع الفرقاء الاجتماعيين .
إن الارتقاء بالرياضة المدرسية يتطلب الاهتمام بمادة التربية والرياضة، التي تعتبر من ضمن المواد البيداغوجية المهمة،وذلك من خلال الانكباب على تطوير الرياضة المدرسية، من خلال تحسين بيئة ومحيط المادة من حيث الحد من اكتظاظ الأقسام وخلق أندية رياضية داخل المؤسسات التعليمية وتوفير موارد مالية وكذا تحفيز أساتذة المادة وتشجيعهم على التكوينات والتداريب التي تنظمها الجامعات الملكية لمختلف الرياضات.