د.عبدالاله طلوع : “المبادرة الملكية النبيلة تجسد أسمى مظاهر القيم الإنسانية التي تقوم عليها أمتنا”
بفرحة كبيرة تلقى المغاربة ومعهم جميع القوى السياسية وقادتها العفو الذي أصدره الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الفضية لعيد العرش، إذ عفا عن 2476 شخصا، من ضمنهم عدد من الأسماء المنتمية إلى الجسم الصحافي، وذلك بعد قضائهم مددا متباينة من العقوبات السالبة للحرية على ذمة أحكام في ملفات قضائية مختلفة.
واستفاد من العفو الملكي الصحافيون توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني، إضافة إلى النشطاء رضا الطاوجني ويوسف الحيرش وسعيدة العلمي ومحمد قنزوز (مول القرطاسة)؛ وذلك بعد إدانات بأحكام قضائية في ملفات مختلفة، وهي المبادرة التي تلقت إشادات واسعة من طرف الحقوقيين المغاربة.
كما أن العفو الملكي، الذي يراعي الأوضاع الإنسانية للمستفيدين منه، شمل مجموعة أخرى من المدانين قضائيا في حالة سراح، ويتعلق الأمر بكل من عماد استيتو وعفاف براني، إلى جانب هشام منصوري وعبد الصمد آيت عيشة.
وفي اتصال مع الباحث في القانون العام والعلوم السياسية “طلوع عبدالإله” نّوه بالقرار الملكي الخاص بالعفو عن الصحافيين وقال على أنه “قرار شجاع يؤكد نبل الملك الإنسان”، وأضاف أن “جلالة الملك يؤكد المضي قدما في اتجاه الانفراج العام”.
وقال طلوع كذلك على أن هذه “المبادرة الملكية النبيلة تجسد أسمى مظاهر القيم الإنسانية التي تقوم عليها أمتنا، والمتجذرة بعمق في تاريخنا العريق وثقافتنا الزاخرة بالعفو والرحمة والتسامح”.
وعبر طلوع الي كان يتحدث “مجلة 24″ عن سعادته بهذا القرار وقال ” إن العفو الملكي عن الصحافيين، وباقي معتقلي الرأي خلف إحساسا خاصا لديه بقيمة الحرية، خاصة أن الصحافيين قضوا سنوات رهن الاعتقال”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “العفو الملكي يبعث رسائل قوية تعزز التماسك الاجتماعي والتسامح؛ فمن خلال الإفراج عن هؤلاء الصحافيين يؤكد الملك أن حرية التعبير حق أساسي لا غنى عنه لنمو وازدهار أمتنا”، مردفا: “كما تأتي هذه المبادرة الملكية ضمن رؤية شاملة لبناء مغرب حديث تُحترم وتصان فيه حقوق الإنسان”، ومعربا عن شكره للملك على عفوه الكريم.
وشدد طلوع على أن “الدولة في عمقها الثابت وفي قوتها المؤسساتية تمتلك من الجرأة والشجاعة ما يجعلها تتعالى وتسمو، مؤكدة إرادة لم الشمل، من منطلق اقتناع تام بأن صدر الوطن في حلمه يتسع لكل بناته وأبنائه”.
وعن باقي معتقلي الرأي والتعبير ببلادنا تمنى طلوع: ” تعميق الانفراج أكثر في ملفات أخرى مثل ملف الريف، وأن يشملهم العفو في أقرب فرصة ممكنة”.