هي تساؤلات وليست بخواطر؟؟؟

هي تساؤلات وليست بخواطر؟؟؟
الكاتب: محمد مرفوق

في وقت يجتاز فيه المغرب منعرجا خطيرا بسبب وباء عم بجميع أرجائه..
في وقت ارتفعت الأصوات من كل جانب لاتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية وضبط النفس وعدم الخروج عن الصواب..
في وقت أصبح لزاما على مسؤولي الإدارات العمومية اتخاذ القرارات الصائبة في كل ميادين التدبير الذين هم مكلفين بها..
قرارات، إن لم تكن في حسن محلها، ستزيد من مخلفات الأزمة اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا، وستضاعف من التدمر الحاصل لدى فئة واسعة من الموظفين والمواطنين..
في إطار عام قبل الخاص، ألم ينبه صاحب الجلالة في خطابه الأخير بأنه “بدون سلوك وطني مثالي ومسؤول، من طرف الجميع، لا يمكن الخروج من هذا الوضع، ولا رفع تحدي محاربة هذا الوباء”..
والأوبئة في المغرب كثيرة، منها ما هو ظاهر للعيان، وأكثرها باطن تحاك خيوطه في خفاء ومن وراء الستار، وعلى سبيل المثال، الأحقية في المناصب السامية ومناصب المسؤولية داخل الإدارة العمومية..
وفي هذا الإطار، فإن نقابة “سماتشو”، تطرح على نفسها تساؤلا حول بعض التعيينات التي تم اتخاذ القرار في حقها مؤخرا، وتعيينات أخرى مرتقبٌ أن يُتخذ قرار بصددها في القريب العاجل..

  • نتساءل، لماذا تم تعيين المهندس “محمد بلبشير” على رأس الوكالة الحضرية للصويرة، ولم يتم تعيينه على رأس الوكالة الحضرية لمكناس رغم أن هذا المنصب كان بدوره شاغرا منذ مدة؟!! و”محمد بلبشير” هو القادم من إحدى أهم وأخطر وكالة حضرية بالمغرب، وكالة مدينة طنجة، وما أدراك ما مشاكل طنجة المعمارية وما طموحاتها وتحدياتها وترقبها لدور طلائعي تلعبه في إطار كل التحولات الكبيرة التي تعرفها وستعرفها منطقة الشمال بالمملكة، صناعيا واقتصاديا واجتماعيا ومعماريا..
    وهو الذي سبق له أن ترأس “شركة العمران البوغاز” بالشمال، قادما إليها من “شركة عمران الجنوب”؛ كل هذا، بعد أن دبر منصب مدير مركزي بقطاع الإسكان وسياسة المدينة هم مديرية السكن الاجتماعي..
    ألم يكن من الواجب تعيين إطار من هذا العيار على رأس وكالة حضرية أخرى من حجم وكالة مكناس، أم أن حظه خانه في هذا التعيين المستحق؟!! أم أنه تم تعيينه بمدينة الصويرة لإنجاز مهمة خاصة هو الأجدر بتنفيذها والقادر على حسن تطبيق وإنجاح المنتظر منها.. وذلك في انتظار تعيينه في منصب جديد أكثر أهمية، منصب وطني على صعيد الوزارة ككل هو الأجدر والأحق به، نظرا لما راكمه من خبرة وتجربة وجدية في العمل ولما يتوفر عليه من مؤهلات ودراية بالقطاع وانتظاراته ورفع التحديات التي تنتظره..
    هذا، وإن ذهب البعض إلى القول بأن منصب “مدير الوكالة الحضرية لمكناس” أصبح يدخل في خانة “المناصب المحجزة مسبقا”، نظرا لتواجده بجهة فاس -مكناس، وهي الجهة التي يرأسها “امحند لعنصر”، أمين عام حزب الحركة الشعبية، وهو الحزب الذي تنتمي إليه “نزهة بوشارب”، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.. ولكن نحن على صعيد نقابة “سماتشو”، فإنه لدينا اليقين التام، بأن الوزيرة المسؤولة على القطاع، ابنة مدينة طنجة، وهي التي أوتي بها نظرا لكفاءتها وجديتها وحسن خلقها، لن ترضخ لأي مساومات أو ضغوطات أيا كان مصدرها أو انتماؤها.. وزيرة حكومة الكفاءات، لن تؤمن إلا بالكفاءات الجديرة بتولي أي منصب من المناصب المعلن عنها على صعيد القطاع الذي تدبر شأنه..
    وإن كانت هذه مجرد تساؤلات، فإن الأيام القادمة ستكون كفيلة بتوضيح الحقائق وإزالة كل لبس أو ما يعلق بالخبر من رواسب فكرية وشائبات عقائدية ومذهبية كانت، أم ولائية أو حزبية ضيقة..
    والله يجيبنا في الصواب كاملين..
    (*) الكاتب العام لنقابة “سماتشو” ورئيس اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *