هاينة مسلسل درامي حقيقي، فهل حقا عالج الواقع ؟

هاينة مسلسل درامي حقيقي، فهل حقا عالج الواقع ؟
لبنى امام

تدور أحداث مسلسل هاينة في 1965( عقلو على هاد التاريخ) على طفلة سميتها هاينة عايشة معا باها ومرت باها في العروبية وكيما اي طفلة في العمر ديالها تبغي تلعب وتقرا ولكن تكتب عليها الشقاء في طفولتها بحيث غادي تمشي تخدم في الدار ديال مول الفيرما فين هما عايشين.. للأسف صاحبة الدار مغاديش تكون رحيمة بيها وهاينة غادي تتعرض لجميع أشكال العنف.. الا ان حاجة زوينة غادي توقع لها هيا نهار غادي تبغي السي الغالي ولد مولات الدار (ماعرفت مالهم معا هاد سمية الغالي زعما ديال الشخصيات الكبيرة في البلاد).. وهنا فين القصة حابسة .. واخا دابا القصة مفهومة عندكم وكلشي زوين..
مستحيل نغفلو ان الابطال دايرين خدمتهم وكاين تحسن في الأداء، مستوى الدراما المغربية دايما في تحسن، مسلسل جديد في طرحه، تحس بلي خدمو عليه من ناحية التصوير والاخراج ولكن باقي الحال باش نقدرو نحكمو عليه..
فين راه المشكل اذن؟
كما جرت العادة مبقيناش نتصدمو ان المغاربة كيفرحونا شوية وكيصدمونا، من ناحية السيناريو والحوار المخيب للامال.. في الحلقات الأولى (حتا للحلقة 4) شفنا واقع.. ديال تشغيل القاصرات والعنف ضد الخادمات.. شفنا الممثلة الصغيرة ادت دورها احسن من الكبار والتصوير جد رائع..والاخراج لأول مرة كيركز على تعابير الوجه والموسيقى المهم داكشي بحال الأتراك لي لطالما تمنينا ناخدو الجانب الجيد من أعمالهم ونحاولو عل الأقل نتقارنو شوية معاهم .. (لان الإنسان فاش يتقارن غي معا راسو كايبقا في بلاصته)
فاش شفت الحلقات لي من بعدها تصدمت وكان ضروري نقول رأيي حسن ما نتقلد، وباش نسهل المأمورية.. غادي نحطهم على شكل نقط:
-عدم الاهتمام بالتفاصيل يقتل اي عمل واخا يكونو خاسرين عليه فلوس صحيحة.. لأنك فاش مكتهتمش بالتفاصيل يعني تستغبى المشاهد واسوء حاجة يبغي يحسها الجمهور هوا انك شايفه بحال شي غبي مكيفهمش في السينما.. وبنادم عندنا ف المغرب مسلسلات أمريكية وكيعرف ينتقدها اذن نتا علاش مسهل هاد القضية يا أخي المخرج المغربي؟

عدم تقدير دور وكيل الملك لي كان تما شخصية عندها قيمة في البلاد،. ولكن هنا كتحسو بدون شخصية.. هوا شخص نزيه والله يعمرها دار ولكن كتحس بلي غي مهبط الراس، (اقتديو بمسلسل سلمات ابو البنات لي السي عمر في سيمانة رجع مفتش شرطة، ويحقق في جريمة قتل وعندو مكتب ديال الوزير)

كاين أخطاء جد كبيرة لدرجة انني مفهمتش واش كانو يزربو في التصوير ولا شنو وقع بالضبط.. وفاش بحثت لقيت المسلسل تصور في 2018 يعني كان عندهم الوقت كفيل باش يركزو ف هاد التفاصيل..
-في ثاني حلقة كتبان الممثلة وهيا صغيرة كتسمع في walkman ولكن فاش كنشوفو في التاريخ ديال اختراع الوالكمان كنلقاوه تخترع حتا لسنة 1979 والمسلسل تصور في 1965..
-الا افترضنا ان هاينة فات عليها 10 سنوات وهيا تماك في المسلسل باقية شابة ، يعني راحنا في 1975، الملابس ديال الثمانينات والمغاربة مكانوش كيلبسو هاكا.. الموسيقى ديال الثمانينات،، طريقة الكلام والمصطلحات ديال 2020 ماشي ديال 1975..
-الهجرة الغير شرعية لم تكن واردة في سنوات الستينات والسبعينات باش خوها يبقا يجري باش يحرگ ويحقق ذاته في بلاد المهجر.
-كاميرات المراقبة لي تسجلو في المحكمة.. الانترفون باش يحلو الباب.. الغالي لي باغي يكوموندي بيتزا في 1975!
وطبعا هادشي مغاديش يكونو عندو علاقة معا المفارقة التاريخية لحقاش راحنا نهدرو على دراما مغربية وليس مسلسل خيال علم باش غادي يكونو مخلطين التواريخ لهاد الدرجة، مفهمتش علاش ماداروش المسلسل يحكي واقع هاد الوقت.. الشباب البطالي لي يبحث عن قوت يومه، الخادمة لي تتعرض لهاد الأساليب العنيفة ،. كلشي كان غادي يكون زوين حسن ما يهدرو على حقبة مختلفة ميقدروش حتا يحكيو التفاصيل عليها! وماعندهمش اصلا وسائل لوجستية باش يحققو هاذ الهدف.
-الممثل هشام بهلول ممثل عندو ما يقول في التمثيل ولكن في هاذ الدور حسيتو بعيد بعد السما عل الأرض.. في الأول قبل ما يكبر كان تاقن الدور، ولكن بعدها حسيتو يتصنع اكثر من اللازم ، الراجل القروي عندو شخصية وقوة ماشي بحال تقديم هشام لي كان كيستخدم مصطلحات قروية بصوت عالي باش يبين بلي تقمص الدور، هو تصنع دور البدوي، رغم انني احب تمثيله ولكنني تمنيت تقديما افضل من فنان عندو تجربة كبيرة في المجال..
-انس الباز ممثل جيد وعندو ما يقول ولكن في المسلسل حسيت بلي ما عندو حتا شي شخصية مميزة ولا قيمة مضافة في العمل،.. كيقولها غادي نتزوج بيك ونهربو، وملي امه كتهدده وتقولو شكون هاينة بالنسبة ليك.. قالها بحال ختي (نوع كبير ديال بعض الشباب الله يهديهم)
-زينب عبيد، ملكة جمال المسلسل لي فاش كتدخل تشري النعناع من السوق كلشي كيحل فمه فيها.. ماعلينا، هو بغض النظر على السيناريو، ولكن زينب ممثلة مزيانة وتاقنة الدور ديالها في المسلسل وباقية شادة واحد المستوى ما هبطتش عليه.. واخا هاينة الصغيرة حسيتها تقمصت الدور كثر منها وعندها شخصية أقوى عليها !
-خلاصة القول، كاين بزاف ديال الأدوار لي غي دخلوهم تما باش يضيعو الوقت ديال الحلقات لحقاش بهاد السرعة لي مشاو بيها المسلسل يكمل في 10 حلقات، لانه فارغ.. ما بينولناش فاش خوها مشا المدينة شنو وقع ليه.. ومن شنو عانى.. مبينولناش شنو دار مول الدار معا هشام بهلول لي تشفر له البهايم..
-اخت هاينة عندها شخصية قوية الصراحة وعجبتني من ناحية الأداء هيا وراجلها لي كافحو باش وصلو ورغم انهم أشخاص مسالمين وماشي جبناء، ولكن بقات واحد الحلقة فارغة ولي هيا كانت كتقلب على ختها فاش كانت صغيرة وملي كبرو نساتها ودارت مشروع اخر…
-الخطأ لي هنا هوا فاش فاتت 10 سنين.. خو هاينة كبر رجع كيبغي واحدة وباغي يحرگ ، طريقة العيش مختلفة على شنو كانو يعيشو اولاد السبعينات .. لهجته مراكشية وخواتاته لهجتهم كازاوية.. وأخت الغالي لهجتها شمالية وهوا لهجته كازاوية.. وهذا خطأ اخر من إدارة الكاستنيغ..
اتمنى وجود فلاش باك، من الأحسن باش يسهل علينا الوضع ولإزالة حيرة الجمهور…
-كان ممكن يوريونا معاناة الخادمة لي غادي تكافح باش توصل ولا دير شي صنعة باش تحقق ذاتها.. ماشي كيما عادة المسلسلات السخيفة ولد مولات الدار يبغيها وتبغيه وفي التالي الام تقولو “شوف شكون نتا.. وهيا شكون” وفي التالي تصدق حاملة وتهرب من الدار وما نعرف شنو يوقع لها واكيد تدخل لدار الدعارة .. وكلام من هذا القبيل،. هي مزيانة أننا نحكيو الواقع ولكن ماكرهناش هاذ المسلسلات يحكيو حتا الواقع ديال النساء القويات لي ثبتو راسهم في المجتمع، ها لي رجعت طبيبة .. ها لي رجعت وزيرة.. ها لي واخا ما قراتش دارت واحد الصنعة في يديها.. اما باش ديما نبينو المرأة في موضع الضعف ودايما تميل إلى عواطفها.. فهاذشي ناقص وغادي نكونو طحنا في فخ المسلسلات السخيفة، ويا ريت غي خدمو عليه شوية وتقنو القصة والحبكة الدرامية، للأسف الشديد لا،. كلشي ضعيف في المسلسل،. من غير ام الغالي هيا الوحيدة لي عندها قوة حتا فاش كتشد الرشوة ، الشخصيات الأخرى مافهمتش شنو باغيين يوصلولنا بيهم ولا اشمن عبرة ناخدو منهم ؟
عدم الاهتمام بالتفاصيل، مشاهد ركيكة ماعندها حتا معنى، مسلسل كان ممكن يكون من أحسن المسلسلات الا اعتمد على سيناريو قوي وجذاب ويعطي لكل دور حقه ماشي تفوت 10 سنين وينقزوها بحال الا كنا عايشين معاهم في ديك الفترة.. ها باش فايتانا السينما العالمية، يقدر يخليك تعيش المسلسل كامل، لي واخا يكون كوميدي ولا صيفي و فيه 80 حلقة ولكن كاين ديما الأحداث وديما الحماس والتشويق.. كلشي عندو دور، كلشي عندو قصة، اما حنا دايما الزربة بحال الا كانو مصورين المسلسل في ستوديو ديال شي واحد فاش كتفوت 8 ديال الليل كيقولهم صافي سيرو كملو التصوير غذا.. لحقاش ماما غادي تجي.
راه عيب تخدم على فترة معينة ودير اخطاء لي مخرج باقي مبتدئ ميديرش بحالها، مبغيناش أعمال خارقة للعادة، بغينا غي أعمال واقعية وتكون مخدومة بوعي وبمنطق، راه الناس لي كيتفرجو الأفلام الهوليوودية موالفين بمستوى طالع بزاف، ومنهدروش على الميزانية لحقاش ماعندها حتا شي علاقة معا الإبداع ، اقتديو من الأعمال الإيرانية لي عندها إمكانيات بسيطة ووصلت للعالمية، راه مسلسلاتنا غادي تبقا تنافس نفسها ما دمنا بهاد العقلية، عقلية نتبع غي شنو باغي انا، بلا ما نهتم بالذوق الفني ولا نتبع السوق ديال الدراما العالمية فين راه واصل.
بزاف غادي يقولو بلي المسلسل عاد في البداية باش نحكمو عليه، ولكن 8 حلقات جد كفيلة انني نهدر على أخطاء مستحيل يتصححو، وخاص ناخدو بعين الاعتبار ان هناك أعمال خاسرين عليها فلوس صحيحة في الدراما الأجنبية وممكن تتوقف الا معجبتش الجمهور واخا تكون وصلت غي 5 حلقات، ماشي مسلسل مغربي يتفرض عليك وف نفس الوقت خاصك تتقبلو بجميع عيوبه بلا ما تنتقد!
كيعجبنا الأعمال ديالنا ونتمناوها تكون عالمية، ولمست في هاذ المسلسل واقع زوين ولمسة فنية ممتازة، حنا هدفنا من النقد، هو نكونو موضوعيين ونغيرو العقلية ونفتحو عينين المخرجين على عيوبهم باش يتصالحو معاها ويبدلوها ، هدفنا ليس التحطيم ولكن هدفنا هوا الدراما المغربية تلقا مكان خاص بها بعيدا كل البعد عن السفاهة والسخافة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *