ناصر الزفزافي ورفاقه يستحقون الحرية لأنهم مواطنون مغاربة يستحقون فرصة ثانية

ناصر الزفزافي ورفاقه يستحقون الحرية لأنهم مواطنون مغاربة يستحقون فرصة ثانية
الفنيدق: عمر اياسينن

ناصر الزفزافي يقطع الطريق أمام الانفصاليين في الخارج المرتمين في أحضان النظام العسكري الجزائري . وقال قبل قليل من على سطح منزل عائلته:
“وجودي بينكم اليوم يمثل انتصارًا للوطن. وعندما أتحدث عن الوطن، فأنا لا أقصد الريف فقط، بل كل ربوع الوطن من صحرائه إلى شماله، ومن شرقه إلى غربه… فلا شيء يفوق مصلحة الوطن

هذه الكلمات ليست عابرة، بل شهادة على أن الرجل الذي تعرض للمحاكمة والسجن، ظل متمسكًا بوطنيته، رافضًا لأي استغلال لقضيته من طرف أجندات خارجية. وهو ما يجعل الدعوة إلى إطلاق سراحه ورفاقه دعوة إنسانية ووطنية في آن واحد، لأن الوطن لا يمكن أن يعاقب أبناءه إلى الأبد.

إنهم مواطنون مغاربة أولاً وأخيراً، حملوا هموم مجتمعهم بصوت مرتفع، وربما تجاوزوا في بعض اللحظات حدود الصواب، لكن الخطأ لا يلغي الحق في الحياة الكريمة ولا يسقط حقهم في الحرية. الوطن يتسع للجميع، وأبواب الغفران والمصالحة تظل دائماً مفتوحة.

لقد علمنا التاريخ أن الدول التي تتبنى قيم الرحمة والصفح هي التي تبني استقرارها على المدى البعيد، بينما الدول التي تكتفي بالزجر والسجون تعيش دوامة الانقسام.

كما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
“أشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

من هنا، فإن تمكين ناصر الزفزافي ورفاقه من الحرية ليس فقط استجابة لمطلب إنساني، بل خطوة في اتجاه ترميم الثقة وتعزيز الوحدة الوطنية. إنهم يستحقون فرصة ثانية، كما يستحق الوطن أن يبرهن لأبنائه أنه أكبر من أي خلاف، وأرحب من أي جدار.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *