موكوينا وإستراتيجياته المثيرة… تحتاج إلى مراجعة

موكوينا وإستراتيجياته المثيرة… تحتاج إلى مراجعة
مجلة 24 - إلياس الحرفوي

يمر نادي الوداد الرياضي حاليا بمرحلة صعبة تبرز تحديات عدة على مستوى الأداء والنتائج. ورغم التعاقدات الصيفية الطموحة التي شملت أسماء كبيرة مثل المهاجم السنغالي مباي نيانغ، ونسيم الشاذلي، وبيدرينهو، وأرثور…، إلا أن النتائج لم تعكس هذه الانتدابات بعد، مما جعل جماهير الوداد تتساءل حول فعالية هذه التعزيزات وجدوى الخيارات التكتيكية التي يعتمدها الطاقم التدريبي بقيادة المدرب رولاني موكوينا.

انطلقت فترة الانتقالات الصيفية بحماس وتفاؤل بين مشجعي الوداد، الذين توقعوا أن تكون التعاقدات الجديدة دعامة قوية للفريق. لكن واقع الأداء الحالي عكس تحديات كبيرة على مستوى الانسجام بين اللاعبين، إذ لم يتمكن اللاعبون الجدد من الاندماج سريعا مع الفريق، الأمر الذي عكس صورة غير متوقعة. ومع ذلك، لا تزال هذه التعاقدات تمثل خطوة إيجابية في مسيرة النادي، بيد أن الأمر يستدعي الوقت والصبر لتحقيق نتائج ملموسة.

واعتمد موكوينا في خططه على أسلوب لعب جديد يهدف إلى تقديم كرة هجومية ممتعة، لكن النتائج لم تكن في صالحه. ظهر الفريق بضعف هجومي واضح، مع صعوبة في خلق فرص تهديفية كافية. أكد البعض هذا النقص في الفعالية إلى غياب التكامل بين التكتيك المستخدم وإمكانيات اللاعبين، ما يفرض على المدرب إعادة النظر في خططه وتطوير أسلوب لعب يتناسب مع خصائص الفريق.

مع تراجع نتائج الفريق، زادت الضغوط على موكوينا بشكل كبير. فجمهور الوداد لا يرضى بأقل من المنافسة على الألقاب، وقد عبرت الجماهير عن استيائها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبة بتدخل سريع لإنقاذ الفريق من التراجع. ويرى بعض المحللين أن المشكلة ليست في اللاعبين بل في استراتيجية اللعب التي اعتمدها الطاقم التدريبي بقيادة موكوينا. هذا الأخير يحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجياته، وعليه استغلال مهارات اللاعبين بصورة أفضل، بدلا من الاعتماد على أسلوب محدد لا يتماشى مع متطلبات الدوري الاحترافي المغربي.

ترجع بعض أسباب النتائج السلبية التي يعاني منها الوداد هذا الموسم إلى التغييرات التكتيكية التي أدخلها المدرب على الفريق. إذ يبدو أن غياب المرونة التكتيكية كان أحد أبرز المآخذ على أداء الوداد هذا الموسم، حيث يبدو الفريق وكأنه عالق في نمط محدد دون التفاعل مع المتغيرات التي تفرضها ظروف المباريات. فقد واجه الوداد صعوبات في تعديل الخطة أو توفير بدائل خلال المباراة، مما وضعه في مواقف حرجة أمام خصومه.

على الرغم من الاستقطابات المميزة، يبقى هناك سؤال مطروح حول مدى دقة اختيار اللاعبين ومدى توافقهم مع أسلوب لعب الفريق. إذ يواجه المدرب موكوينا تحديا كبيرا في تقييم أداء هؤلاء اللاعبين والعمل على دمجهم بشكل أفضل، ليصبحوا جزءا أساسيا من التشكيلة ويساهموا في تحقيق أهداف الفريق.

لا شك أن استعادة الانسجام بين اللاعبين وتطوير خطة لعب تتماشى مع إمكانياتهم للخروج من هذه الأزمة. على المدرب موكوينا والإدارة الفنية أن يعيدا النظر في التركيبة الحالية للفريق، والبحث عن طرق لتعزيز الانسجام وإيجاد خطط بديلة. تحسين التواصل بين عناصر الفريق وتطوير أساليب اللعب قد يسهمان في تحقيق التطلعات الجماهيرية الكبيرة.

فنجاح الوداد لا يعتمد فقط على جودة الانتدابات أو حماس الجماهير، بل على قدرة الجهاز الفني على تحقيق التوازن بين الأداء التكتيكي والمرونة داخل الملعب. يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن موكوينا من استعادة ثقة جماهير الوداد، وقيادة الفريق نحو منافسة قوية على صدارة البطولة؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *