مؤسسات الإعلام في المغرب على وشك الإفلاس: التحديات والحلول

مؤسسات الإعلام في المغرب على وشك الإفلاس: التحديات والحلول
بقلم : بوشعيب نجار

تعتبر مؤسسات الإعلام في المغرب من أهم المؤسسات الحيوية في المجتمع، حيث تلعب دوراً كبيراً في نقل الأحداث والأخبار للمواطنين وتعمل على توعية الجمهور وترشيد الرأي العام. ومع ذلك، فإن هذه المؤسسات تواجه تحديات كبيرة في الوقت الحالي، حيث تعاني من أزمات مالية متتالية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، بالإضافة إلى تداعيات أزمة كوفيد-19.

في الواقع، أعلن العديد من الصحفيين وأصحاب المقاولات الإعلامية في المغرب عن إغلاق بعض الجرائد والمؤسسات الإعلامية الأخرى بسبب الأزمة المالية التي تعرضت لها هذه المؤسسات، وذلك نتيجة لتراكم الضرائب والتزامات الضمان الاجتماعي والصعوبات التي تواجه المؤسسات في تلبية المصاريف اليومية وأجور العاملين بها. وتزيد من صعوبة الوضع الحالي ارتفاع الأسعار وتدهور الاقتصاد العام، وهو ما أدى إلى تراجع الإعلانات وتقلص الإيرادات.

يتطلب الوضع الحالي تحليلاً دقيقاً وحلولاً عملية للحفاظ على استقلالية وحرية الإعلام وتمكينه من أداء دوره الهام في المجتمع. ومن الحلول الرئيسية التي يجب معالجتها لحل هذه المشكلة هي زيادة الإيرادات وتقليل التكاليف. يمكن للمؤسسات الإعلامية البحث عن طرق جديدة لتوليد الإيرادات عن طريق تحديث استراتيجيات الإعلانات وتوسيع نطاق الإعلانات الرقمية، وتقديم محتوى مميز وجذاب يجذب المزيد من الجمهور. كما يجب عليهم تحسين تجربة المستخدم في المواقع الإلكترونية والتطبيقات المختلفة، والتركيز على تلبية احتياجات الجمهور بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمؤسسات الإعلامية البحث عن التعاون والتنسيق مع الحكومة وكذلك الوزارة الوصية على القطاع  لتطوير برامج دعم الإعلام، وتخفيف الضرائب والتزامات الضمان الاجتماعي، وتوفير التمويل والدعم المالي للمؤسسات الإعلامية الصغيرة والمتوسطة، وتقديم التدريب والتطوير المهني للصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية. ويمكن أيضاً للحكومة أن تعمل على إنشاء صندوق إعلامي خاص يدعم المؤسسات الإعلامية التي تواجه صعوبات مالية، ويمكن أن يتم تمويل هذا الصندوق من ميزانية الدولة.

ومن الجوانب الأخرى التي يجب الاهتمام بها نذكر ضرورة إجراء تحولات هيكلية داخل المؤسسات الإعلامية، والتحول إلى نماذج أعمال جديدة وفعالة تتيح لها البقاء في السوق والتنافسية بشكل أفضل. يجب أن تستثمر المؤسسات الإعلامية في الابتكار والتكنولوجيا، وتسعى لتحويل أنماط العمل القديمة إلى أنماط عمل جديدة تتناسب مع الوضع الحالي.

علاوة على ذلك، يجب على المؤسسات الإعلامية أن تتعاون وتشارك المعرفة والموارد، وتبادل الخبرات والأفكار، والتحول إلى شبكات إعلامية تتيح لها الاستفادة من التجارب المشابهة وتقليل التكاليف من خلال تحسين الكفاءة والإنتاجية.

في النهاية، يجب أن نفهم أن الإعلام يلعب دورًا حيويًا في المجتمعات الديمقراطية، وأنه يجب الحفاظ على استقلالية وحرية الإعلام وتمكينه من أداء دوره الهام بشكل صحيح. ولذلك، يجب أن نعمل جميعًا على دعم المؤسسات الإعلامية وتوفير الظروف المناسبة لها للبقاء في السوق وتحقيق التنمية المستدامة. ويجب أن تتعاون الحكومة والمؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني للعمل سويًا لتحقيق هذا الهدف، وتطبيعة العلاقة بين الإعلام والمجتمع، وتحقيق المصلحة العامة والديمقراطية في المغرب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *